Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

داليا زين الدين تكتب: خمسون عاما بين «أريد حلا» و «فاتن أمل حربي»

 كتب:  داليا زين الدين
 
داليا زين الدين تكتب: خمسون عاما بين «أريد حلا» و «فاتن أمل حربي»
داليا زين الدين
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

في عام 1975 قدمت الفنانة المصرية فاتن حمامة فيلم "أريد حلا"، الذي يحكي قصة سيدة تسعى إلى الطلاق من زوجها وتصطدم بعقبات القانون المصري التي لا تسمح لها بذلك.

الفيلم أثار جدلاً كبيرًا وقتها كما تعرض إلى حملة انتقادات كبيرة بعد مناقشته لمشاكل قانون الأحوال الشخصية في مصر.

وفي عام 1978، بعد سنوات من عرضه، شملت قانون الأحوال الشخصية في مصر عدة تعديلات تمكن المرأة من رفع قضية طلاق ضد الزوج.

وكان مجلس النواب المصري قد ناقش مشروعًا لتعديل قانون الأحوال الشخصية عام 2020، ولكنه أثار جدلاً واسعًا وتأجلت مناقشته.

ورأى حقوقيون وقتها أن قانون الأحوال الشخصية بحاجة إلى مراجعة..

شاملة تتواكب مع التغيرات الاجتماعية والقانونية في العصر الحديث

  • فاتن وأمللها الحربي .. هل تنجح تونة العنيدة في إلتهام قرش الظلم الاجتماعي ؟
  • من الملاحظ بوضوح شديد أن فاتن العنيدة- وأملها الحربي في مجابهة الظلم الواقع عليها، أثارت ضجة كبيرة في مجتمعنا المصري على وجه الخصوص والعربي بوجه عام، وعادة ما يقاس أهمية العمل الفنى  بانقسام الجمهور لفئتين مع الفكر المطروح فى العمل أو ضده  يلقون على بعضهم البعضتهم بعدم الفهم والفهم إلخ...

    لذلك بدأت إقرا بموضوعية.. فى محاولة منى  لرؤية للعمل الفني من وجهة نظر طائر يحلق من الأعلى ليرى الصورة كاملة بعين وعدسة أوسع وأشمل.

  • دعونى أبدأ بالظواهر الفنية الخارجية

إذا تحدثنا عن الصورة والإضاءة نجد أنها تتجلى جمالها في اللون البني الداكن المسيطر على جميع المشاهد، حيث تبدو البطلة تونة شاحبة الوجه، مع خلفية الأماكن المظلمة، شاحبة في المحكمة، في العمل الرسمي .. ينعكس هذا الشحوب على المشاهد ليولد لديها شعور بالوهن والإجهاد والانكماش خالقًا حالة من الغصة الداخلية، إضافة لذلك فإن حركة الكاميرا والموسيقى التصويرية الناعمة أضافت حالة من المعايشة للمشاهد المسلسل.

فالعمل فنيًا استطاع القائمون عليه بتوظيف كل الإمكانيات بشكل دقيق يجعل المشاهد يشعروا وكأنه يعيش معهم وسمع مثل هذه القصص فى حياتنا اليومية والأكثر مصداقية فى العمل أن الكاتب لم يظهر شخصية تونة بالملاك المنكسر بالعكس فهى زوجة مشاكسة ترد الضرب والإهانة لزوجها  وهذا ما يحدث بالفعل.

أما عن شريف سلامة، استطاع بدوره هذا أن يصل لمرتبة عليا من الأداء وتقمص الدور، هذا ما حدث عندما لعب شخصية "سيف" التي كرهها الجميع حيث تتمتع شخصية سيف بالكثير من المساوئ والعيوب، إلا أن أبرزها حب الإخضاع بشكل عام، فمن خلال الحوارات العديدة التي يجريها المؤلف على لسانه، يبدو أنه يريد إخضاع تونة من باب إخضاعها وإذلالها لا أكثر، إضافة لبقية الصفات السيئة كالبخل وبطالته وممارسته الضرب لزوجته أمام الأولاد، إلا أن الصفة الرئيسية البارزة عنده هي حب الإخضاع والإذلال .

وبهذا الدور أثبت شريف سلامة أنه لديه موهبة تمثيلية كبيرة والتى استطاع أخيرًا أن يجد الدور الذى يبرز موهبته ويضعه على أول الطريق الصحيح.

أما عن ما أثار حفيظة بعض  الناس أيضًا هو أن الكاتب إبراهيم عيسى، وهذا بشكل عام نقد هش إلى حد كبير لأن الهدف من الأعمال الفنية والدراما بشكل عام يعتمد على قاعدة العرض والطلب الاقتصادية، فمن الطبيعي أن أحد ما لن يكتب عمل فني لا يثير حفيظة الناس ويساهم في إشاعة الجدل ! لأنه حينها سيكون فاشل وفق قانون العرض والطلب.

الهدف من الدراما الحقيقية هو تسليط الضوء على المناطق الحرجة التى يخاف البعض الخوض فيها أو المساس بها ، ففكرة "فن ما يطلبه الجمهور"  ليس فنًا لأنه ليس هذا ما يحدث على أرض الواقع ، لا داع لعمل فني حتى ترى أشياء عادية!

من الطبيعي حينها أن يكون الفن مرآة للمجتمع وما يعانى منه والتي تحتاج تسليط الضوء عليها لعل القوة الناعمة قد تساهم فى إيجاد حلول وإحداث تغيير هذه وظيفة الفن، ولعل هذا ما فعلته  التونة العنيدة فاتن في هذا العمل، هل تنجح فاتن وأملها الحربي في هزيمة الظلم الاجتماعي؟

أخلاقًا والساعية وراء العائلة السعيدة لا الانتقام والكره، فى تقديرى الشخصي أن الهدف من المسلسل هو تسليط الضوء على موضوع الأحوال شخصية، ولا نستغرب كثيرًا إن کانت نهاية المسلسل لن تحدث تغيير في القانون وخسارة القضية، إذ أن الفكرة منذ البداية هي تسليط الضوء عليه وخلق وسط جماهيرى  يفهم ما يجري وأحيانًا مقاوم له لكن دون وضع خارطة طريق ومسار حقيقي لفعل تغيير ملموس.

في النهاية .. المسلسل يتمتع بقيمة فنية عالية الجودة، من حيث الإخراج وموسيقى تصويرية وديكور والإضاءة،  في انتقاء ممثلين الذين أجادوا أدوارهم ببراعة ودقة بل ومنهم من تم إعادة اكتشافه حقيقة.

لهذا نحن أمام عمل متكامل فنيًا ستحرم نفسك فرصة كبيرة إن لم تتابعه لأن أعتقد بأن كل بيت لديه ولو عنصر واحد من هذه المشاكل حتى ولو كانت لصديق أو صديقة مقربة لكم وفى النهاية اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. عبر عن رأيك.