Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أيمن نور الدين يكتب: شيرين أبو عاقلة.. الصوت الذى لا يمكن إسكاته

 كتب:  أيمن نور الدين
 
أيمن نور الدين يكتب: شيرين أبو عاقلة.. الصوت الذى لا يمكن إسكاته
الكاتب الصحفي أيمن نور الدين.. رئيس تحرير «العاصمة»
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
رغم عملها بالصحافة ولكنها اعتادت كلما ذهبت للعمل أن ترتدى درعها أو قميصها الواقى.
 
عادة.. لا فرق فى الغابات بين المسالمين والمحاربين.
 
الفريقان  معرضان للخطر.. على حد سواء. 
 
 
والموت أقرب إليهما من حبل الوريد. 
 
 
خاصة حينما يكون البحث عن الحقيقة فى هذا الزمان أشبه بمخاطرة غير مأمونة العواقب.
 
بينما التزييف ونشر الأكاذيب عمل  آمن جدا ولا يحتاج أصلا لارتداء قميص واقٍ. 
 
 
ولكنها فى ذلك الصباح شعرت بمشاعر تختلف عن كل مرة.
 
فهى التى لطالما ألفت المخاطر وصوت الرصاص.
 
وصار الخوف بالنسبة لها صديقها الحميم الذى لا تكاد تفارقه.
 
ولكنها فى تلك المرة.. شعرت أنها تخرج  للمهمة الصحفية الأخيرة فى مشوارها الصحفى الطويل فى كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلى.
 
المهمة الصحفية الأهم. 
 
 
وبدلا من البحث عن الخبر.
 
أصبحت هى الخبر.
 
 
فالكاميرات أحيانا تصور الضحايا لا المجرمين.
 
فى الصف المقابل كان يوجد جندى إسرائيلى.. مختبئا كالجرزان.
 
يتربص بها مع سبق الإصرار والترصد.
 
يعرفها جيدا من نشرات الأخبار.
 
ويعرف أن تلك المرأة متخصصة فى كشف الوجة القبيح لهذا الكيان المغتصب.
 
 
يعرفها جيدا ويكره حماسها  وإقبالها وجرأتها ومهارتها.
 
ويعرف تماما أنه طالما بقيت تلك المرأة على قيد الحياة لا يمكن إخفاء البلطجة والوحشية والاغتصاب والانتهاكات وغيرها من الجرائم.
 
وأنه لابد من الخلاص من ذلك النور الذى يهدد الظلمة.
 
لابد أن تختفى نسائم الحرية ليبقى المعتقل الخانق.
 
كل أعداء الحياة والإنسانية يعرفون أن شيرين أبو عاقلة وأمثالها هم الخطر الحقيقى الذى يواجههم.
 
وأن سلاح الكلمة أكثر إيلاما من سلاح القذائف والنيران.
 
صوب الخبيث بندقيته الشريرة بعيدا عن قميصها.
 
استهدف اللحم والعظم.
 
استهدف الرأس الذى يفكر بالحكمة.
 
والقلب الذى يخفق بالحب.
 
لم تنهاه ما تبقى من آدميته أن يغتال إنسانا أعزلا. 
 
 
وشجعته وحشيته أن ينقض كالذئب على امرأة ضعيفة بدنيا.. قوية شعوريا.
 
وفى لمح البصر .. تكومت «شيرين» على الأرض.
 
فى تلك اللحظة أدرك المجرم أن «شيرين» ليست فقط هذا الجسد المسجى على الأرض.
 
ولكنها ذلك الضمير الذى ينبض فى عروق ملايين العرب وكل المدافعين عن الحريات وعن حق الإنسان فى  الحياة  والوطن.
 
أدرك أنه وإن اغتال فردا.. إلا أنه أيقظ الآلاف من رقدتهم.
 
وأشعل نارا لا يمكن إطفاؤها ولن تحرق أحدا غيره هو ومن معه.
 
وأن «شيرين أبو عاقلة» لا يمكن أن تموت.. بل هى ازدادت عافية.. وضمنت خلودا فى تاريخ الصحافة العربية.
 
 
أدرك الخبيث أنه لم صوب بندقيته تجاه صدره هو.
 
هو الذى هلك بينما شيرين.. بوجه مبتسم.. على قيد الخير والحب والحياة.