Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

ميسون طارق تكتب: «زمن انتش واجري» 

 كتب:  ميسون طارق
 
ميسون طارق تكتب: «زمن انتش واجري» 
ميسون طارق
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

لقد فقدت مدنك رائحتها منذ زمن بعيد..
حتى لم نعد نحمل بداخلنا ملامح تلك المدن..
وأضحت ذاكرتنا من تراب..


في الوقت الذي تثور فيه إيران ضد ميليشيات شرطة الأخلاق لقتلها فتاة نزعت حجابا غير متماسك بالأساس..

كان هناك شخصا آخر في جهة أخرى من العالم يقف مختبئا خلف الجموع متربصا بالفنان محمد رمضان وهو يترجل الدراجة البخارية يتحين اللحظة المناسبة (لينتش) منه النظارة (البراند) ثم يعاود هذا اللص (الثائر لمنع الحفل الفني) الظهور بفيديو متفاخرا بإنجازه اللا أخلاقي  (أنا اللي نتشت نظارة نمبر وان).

هذا المشهد العبثي المثير للضحك حد البكاء يثير التساؤلات حول ماهية الوعى الأخلاقي لهذا النوع من الجموع التى تصطف وتثور لمنع حفلا فنيا لفنان (لأنه يظهر عاري الصدر على الرغم من أن الرجل يصلى ويحج ويعتمر عاري الصدر) ولا يتورع عن سرقه نفس الفنان والتباهي بكونه سارقا حذقا 


تكمن المشكلة دائما عندما لا يفرق الإنسان بين (الوعى الأخلاقي) و(العمى الأخلاقي) إذ لن يكون قادرا حينها على تمييز معنى وماهيه (المبدأ الأخلاقي) وبالتالي فإن الخطأ في تطبيقه سيصبح بالنسبة له فريضة وواقع معاش. 

يظل (الوعى الأخلاقي) مهمة إنسانية من البديهي أن يفشل بها من يفشل وينجح من ينجح..

ولكن.. من المرعب أن نجد جموعا كاملة تحقق فشلا ذريعا في تطور وعيها الأخلاقي والأكثر رعبا هو تصور ما ستؤول له الأمور مستقبلا من تبعات التهاون مع مثل هذا (العمى الأخلاقي) واعتباره احد أشكال حرية التعبير في دولة يحكمها القانون تكاد تتحول إلى مجتمع يرضخ للهوى القبلي تحت مسميات مطاطية.