Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عزة عبد الحميد تكتب.. «مذكرات زوج» طبخة متقنة الصنع والاتزان

 كتب:  عزة عبد الحميد
 
عزة عبد الحميد تكتب.. «مذكرات زوج» طبخة متقنة الصنع والاتزان
مذكرات زوج
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها السيناريست محمد سليمان عبد المالك، اتخاذ قرار المخاطرة وإعادة تقديم مسلسل "مذكرات زوج" الذي قام ببطولته محمود ياسين وفردوس عبد الحميد وعبد الله فرغلي عام 1990، وقدمه دراميا أحمد بهجت صاحب العمل الأدبي الأصلي والذي طُرح كمادة أدبية بالأسواق بعد أن تم جمعه من مقالات خاصة بالأديب، وأخرجه حسن بشير.

قدم السيناريست محمد سليمان عبد المالك، 4 نماذج لحياة زوجية، أحدهما زواج تقليدي والآخر عن حب والثالث عن  شجاعة والرابع عن خوف من الزواج ذاته.
تصدر مذكرات زوج، البطل طارق لطفي الذي قرر أن يفاجئ الجمهور بعد ما فعله خلال العامين الماضيين من أدوار جادة شهد لها الجميع بالإتقان والتميز في التمثيل والاختيار.

ومع قرار البطل والمؤلف وشركة الإنتاج، أن يجازفوا بعمل مثل هذا، استطاعوا تقديم حالة من السلاسة والسهولة في تجسيد المشكلات الزوجية دون أن يكون العمل موجهًا لطبقة بعينها ولكن لكل من وصل إلى أزمة منتصف العمر، ووجد ذاته قد مرت الحياة بين يديه دون أن يعيشها كما يحب.

فبالرغم من كون العمل 15 حلقة فقط، إلا أننا نرى فكرة مكتملة الأركان سواء على مستوى تسارع الأحداث والرتم الإيقاعي والفني للمسلسل، كما أن السببية للتفاصيل داخل العمل جاءت متزنة ومنطقية سواء على مستوى التأليف أو الإخراج أو التمثيل.

انتقد العمل في أحداثه مشكلة الأم المتسلطة التي ينتج عن تسلطها زوجة للابن تسير على ذات النهج، كما تكشف الأحداث مشكلة أن الأم هي الأساس في تكوين شخصية أبناءها الذكور، وظهر ذلك جليًا فيما قدمته هناء الشوربجي، في معارضتها لابنها من زواجه لفتاة قوية الشخصية بحجة أنها عاملة وناجحة وسيكون من السهل أن تتخلى عنه.

نجد أن حالة الاتزان التي خلقها المسلسل بداية من التتر واختيار حميد الشاعري للغناء وهو يشبه بصوته حالة المسلسل والزوج من اغنية جمعت الشباب مع الرغبة في الانطلاق و المفاجأة بالتقدم في العمر.

كما أن استكمال الاتزان يأتي بإيقاع ثابت للأحداث، وممثلين متنوعين قادهم طارق لطفي إلى إدهاش الجمهور، كما نجد أن هناك تطور ملحوظ في أداء عائشة بن أحمد، ويسير معها بشكل متوازٍ عمر الشناوي، وظهور ملفت وقوي لجيهان الشماشرجي، التي أثبتت ذاتها في أكثر من عمل خلال هذا العام، ويأتي الثنائي خالد الصاوي وأسماء إبراهيم بإداء مميز كالعادة.

يمكن أن نصنف العمل على أنه دراما كوميدية اجتماعية، صُنعت من الضحك الخاص بها من المواقف التي وضعت بها، ومن مؤثرات الحياة المختلفة على الأبطال.

كما تميزت موسيقى العمل وإضاءة التصوير الخاصة والكادرات، حتى أصبحت تشبه الحياة اليومية، فلا افتعال من المخرج تامر نادي، ولا ألوان خاصة بالمشهد خارج إطار الحياة الطبيعية، بل إنها متزنة لتكمل لوحة مسلسل، استطاع أن يأتي بهدوء في النصف الأول من رمضان محققًا معادلة «أن البقاء للأكثر اتزانا والعمل بإتقان».