«الضائعة».. أشغال شاقة نهارًا لسد جوع بناتها.. والزوج يكافئها بقتل والدها
كتب: عبد الله محمود
«يا بابا الحقني يا بابا عايز يقتلني الحقني يا بابا».. هكذا استغاثت «عبير» بوالدها وهي تفر سريعًا نحو منزله في منطقة المداحين بمحافظة الجيزة، أثناء محاولة هروبها من زوجها الذي كان يلحقها وهو يحمل سكينًا ليذبحه كما توعدها سابقًا.
بصراخ وعويل.. تتذكر صاحبة الثلاثين عامًا واقعة قتل والدها أشرف عبد اللطيف محسن، على يد زوجها حمادة أحمد عبد الخالق، صاحب 41 عامًا قائلة: «كنت سيبه جوزي بسبب المشاكل بيني وبينه.. دخل في سكة المخدرات وباع شقتنا ومكنش بيصرف على بناته الثلاثة لحد ما رحت قعدت عند أبويا في البيت أنا وبناتي».
لا يبتعد عقار والدها سوى بعض الأمتار عن مقر منزل أهل زوجها سائق «التوك توك» والذي أصبح ملجاً لزوجها بعد بيعه شقة الزوجيه من أجل مرورة بإزمات مالية بسبب تبدل حالة وتغييرة وتحوله لمدمن مخدرات.
تقول زوجة المتهم ونجلة الضحية: «احنا متجوزين من 11 سنة أنا وحمادة لكن آخر 5 سنين بقي يشرب مخدرت واتغير خالص وكا بيضربني على طول وطلقني لما باع الشقة وبابا رجعني ليه في شقة إيجار عشان البنات يتربوا».
بعد عودة «عبير»، إلى زوجها مرة أخري لم يستمر الأمر سوى بضعة أشهر، وتابعت: «لما رجعني في شقة إيجار مكنش بيدفع وكنت بدفعه أنا من شغلي في المصنع لكن ما ستحملتش واتخانقت أنا وهو ورفع عليا سكينة وكان عايز يرميني من البلكونة لوله تدخل الجيران».
عادة عبير إلى منزل والدها مرة آخر برفقة بناتها الثلاثة أكبرهن عمرها 10 سنوات، والصغرى 4 أعوام، لكن بعد معرفة والدها بما حدث اثرعلى طلاقها تستكمل: «بابا لما عرف اللي حصل كلم حماده وقاله ابعت ورقتها لكن هو رد قال انا هقتله ومش هسيبها وفضل الحال على كده».
قبل الواقعة بساعات طرق زوجها باب منزل والد زوجته، تضيف: «قبل الحادثة جه قال لبابا عايز بنتي الصغيرة تقعد معايا شوية عند أهلي وهو متعود ياخدهم عادي في أي وقت.. بناته في الأول والآخر».
اليوم المشؤوم
المفاجأة كانت أثناء عودة «عبير» من أحد الأماكن قبل غروب الشمس عندما توجهت إلى عقار أهل زوجها لأخذ طفلتها حتى لا تعود الصغيرة وحدها لكنه رفض إعطائي ابنتي وبدأ في الشجار معاها وانهال عليها بالضرب في وسط الشارع.
وتابعت: لكن لما شوفته جاب سكينتين وخلفه شقيقه يدعي «ناصر» حمل شومة وقالي: «هذبحك جريت على بيت أبويا وأنا بنادي عليه يا بابا الحقني يا بابا عايز يقتلني الحقني يا بابا.. ويارتني ما ناديت».
بحسرة وحرقة تقول صاحبة الثلاثين عامًا: «بابا لما شفني بجري وأنادي جري عليا وقالي ادخلي البيت ما تخرجيش منه وأول ما شافوا ابويا في وشوهم قتلوا هما الاثنين «ناصر» ضربه على رأسه بالشومة وحمادة طعنه بالسكينة في صدره.. أنا عايزة حق أبويا».
اقرأ أيضا.. زوجة سعد الصغير تتهمه بالتجسس عليها: «حاططلي...
تفاصيل الواقعة
تعود تفاصي الواقعة عندما تلقي قسم شرطة الوراق بلاغًا من أحد الأهالي، يفيد بمقتل أحد الأشخاص نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض، وانتقل رجال الأمن لمكان البلاغ، وتبين أن زوج ابنة المجني عليه وراء ارتكاب الجريمة بسبب خلافات أسرية بينهما، حيث قام بتسديد طعنة نافذة له على إثرها سقط جثة هامده.
وبإعداد الكمائن تمكن رجال الأمن من القبض على المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة بسبب خلافات أسرية بينهما، وحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
