Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بعد تجسيد سمية الخشاب للمهنة.. العاصمة يحاور سائقات الميكروباص

 كتب:  رحاب جمعة
 
بعد تجسيد سمية الخشاب للمهنة.. العاصمة يحاور سائقات الميكروباص
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

مسلسل بـ 100 راجل ألقى الضوء على واحدة من الحكايات الشعبية للمرأة المكافحة، حيث تتشابه قصة المسلسل مع عدد كبير من القصص التي تحكي كفاح السيدات المصرية في مواجهة الأزمات والمشاكل في ظل غياب الوصي أو المسئول عنها.

أحداث المسلسل تدور حول غالية ابو الدهب التي تجسد شخصيتها النجمة سمية الخشاب والتي تلجأ للعمل كسائقة ميكروباص بعد تعرض زوجها ووالدها للقتل..شخصية غالية تشبه الكثير من المصريات اللاتي لجأن لامتهان مهنة سائقي الميكروباص المعروف أنها مهنة رجال حتى تواجه الأزمات والمشكلات بعدما أصبحن أمام المسئولية وحدهن.

"العاصمة" التقت مع عدد من السيدات اللاتي تخلين عن انوثتهن وعملن سائقات سواء كان ذلك لـ "توكتوك. ميكروباص. تاكسي" حتى يواجهوا المسئوليات التي وضعت على رأسهن.

نهلة سائقة أوبر..تعمل على سيارة والدها بعد وفاته

البداية كانت مع نهلة محمد، الفتاة الثلاثينية التي قررت بعد عامين من وفاة والدها أن تحول سيارته لسيارة أجرة تابعة لشركة أوبر حتى تعين والدتها وأشقائها على الحياة في ظل الحياة الاقتصادية الطاحنة ورفع الأسعار المستمر.

تقول نهلة إنها كانت في البداية تشعر بالخوف من الفكرة ونظرة المجتمع لها وخوفها الشديد من الإيذاءات التي ستتعرض لها فبدأت العمل كسائقة لتوصيل طلبات أونلاين لأحد المحال ولبعض أصدقائها التجار وبعد مرور حوالي 6 أشهر قامت بتوصيل عدد من المعارف كسائقة خاصة لهم لبعض المشاوير الهامة، بعدها قررت خوض التجربة مع شركة أوبر حتى أصبحت واحدة من سائقيها.

تقول نهلة: "تعرضت لمضايقات في الاول كنت بكتئب وبتضايق ونفسيتي بتتأثر..والمضايقات دي أن الناس فاكرة أني شخص سهل التعامل معاه وممكن يتحرشوا بيا لفظيًا وممكن اتلقى عروض عمري ما كنت اتخيلها..كمان فيه ناس بتتعامل معايا على أني شغالة عندهم ..بس مع الوقت بقيت أعرف أرد وأخد حقي كويس أوي".

تشير إلى بعض الحرص من قبول رحلات معينة تكون في مناطق مقطوعة أو أماكن معروف سمعتها ليست طيبة كمان أن شكل الركاب من الأبلكيشن تقول أنها حال وجدت الريفيوهات على الراكب سيئة او شكله مثير للمشاكل والشغب ترفض الرحلة لتجنب أي أزمة ممكن أن تلحق بها.

وعن نظرة المجتمع عنها تقول أن هناك ترحاب من البعض بالفكرة ويشجعونها وهناك أشخاص رافضين لها وأصبحوا يتعاملون معها ومع أهلها بشكل مختلف، موضحة أن فئة الرافضين أخرجتهم بعيد الدائرة المحيطة بها قائلة: "أنا مبعملش حاجة حرام نهائي ..دي عربيتي وده شغل بدل ما أتذل انا وأهلي واتمرمط بالعكس كل الناس اللي شايفه غير كده ميستاهلوش يكونوا وسطنا".

سميرة سائقة توكتوك..تخفي مهنتها عن أولادها وأقاربها حتى لا يعايرها أحد 

لم تختلف نظرة سميرة (اسم مستعار) عن نهلة الكثير رغم اختلاف طبقاتهم، فـسميرة سيدة أربعينية اختارت أن تعمل سائقة توكتوك بعد وفاة زوجها وأصبحت تعول أسرة مكونة من 4 أبناء..تحكي لنا حكايتها المأساوية التي بدأت منذ وفاة زوجها من 6 سنوات، تقول إنها بعد أن كانت تعيش معززة مكرمة في منزلها وزوجها هو المسئول الوحيد ماديًا عنهم أصبحت تبحث عن أي عمل يجعلها تتمكن من تربية أبنائها الأربعة خاصة في عدم وجود أي شخص من الأهل يساعدهم.

تقول سميرة إنها عملت في أكثر من مهنة ولأنها لم تكمل عملها بعد الدبلوم كانت كل الأعمال التي ترتضي بها متعبة وتعاني فيها، تقول انها ظلت تعاني طوال اربعة سنين وتتحمل كل الضغوطات التي تتعرض لها حتى تمكنت من شراء توكتوك حيث كان الحلم الذي تسعى له هو شراء توكتوك تعمل عليه.

تضيف سميرة إنها اختارت منطقة بعيد عن منزلها وتعمل فيها حتى لا يراها أحد من الجيران أو أقاربها وهي تعمل سائقة، وتقول: "ربنا بيوقف ليا ولاد الحلال دايما حتى لو فيه شخص او اتنين وحشين فيه ناس تانية بيراعوا ربنا ولما بيلاقوني ست بيقفوا حنبي وبيساعدوني..بس انا بشتغل بعيد علشان محدش يعاير عيالي ولا يضايقهم بقول إني بشتغل في مكتب أو بوفيه في مكان وكل يوم بكون خايفة حد يعرفني او حد يركب معايا اعرفه ويعرفني بس الحمد لله ربنا ساترها".

أم ماري سائقة ميكروباص في موقف منشية ناصر 

مثلما فعلت سميرة، قامت أم ماري بإخفاء عملها عن أسرتها وأقاربها خوفًا من ردود أفعال المجتمع. تقول السيدة الخمسينية، التي تعمل على خط منشية ناصر - مترو الأوبرا، إنها تتجنب الكشف عن عملها كسائقة ميكروباص لحماية أولادها من الضغوطات الاجتماعية.

 تُعَرَّف هذه السيدة بابتسامتها الساحرة ومساعدتها للسيدات في الزحام، حيث تُعتبر بمثابة المنقذة لهن. خلال رحلة توصيلتها للركاب تستمر في التحدث عن قوة المرأة والتحديات التي تواجهها، مما يجعلها نموذجًا ملهمًا للسيدات في المجتمع. وتشير إلى حياتها بعد وفاة زوجها، حيث اختارت العمل كسائقة ميكروباص لتوفير لقمة عيش لأبنائها. حيث أنها قررت امتهان مهنة زوجها بعد رحيله وقامت بالعمل على نفس السيارة التي كان يعمل بها ولكن غيرت مكان العمل خوفا من كشف هوية عملها.

أم رانيا وابنتها في موقف السيدة عائشة 

وفي موقف السيدة عائشة ستجدون ناهد وابنتها رانيا السيدتان اللاتي اتخذن من سواقة الميكروباص مهنة لهن تعينهم على ظروف الحياة، فالأم بدأت رحلة عملها الشاق حتى تصرف عن ابنتها المنفصلة والتي معها طفليها، لتقوم بعد ذلك الابنة بمساعدة الأم وأصبحا بعملا سويًا.

بدأت ناهد عملها على الميكروباص الخاص بها بعد أن فقدت الثقة في أي أشخاص يشغلونه لها، حيث أنهم نهبوه وتلفوه لذلك قررت العمل عليه دورية وابنتها دورية أخرى ومدة كل واحدة منهم 8 سنوات..تقول ناهد إنها كانت ترتدي ملابس الرجال حتى تبتعد عن مضايقات البعض لها ومازالت مستمرة في العمل حتى الآن.

أم آلاء.. عملت سائقة ميكروباص لتصرف على فتياتها الثلاثة

لم تختلف قصة ام آلاء كثيرا..حيث أنها بعد طلاقها من زوجها بسبب المشاكل الزوجية وخروجها من تلك الزيجة بـ 3 فتيات، اضطرت أن تبحث عن مشروع خاص لها تصرف منه على بناتها فجمعت كل أموالها وقامت بشراء ميكروباص وعملت عليه بنفسها.

عانت ام آلاء كثيرا حتى تستطيع الاندماج وسط عالم السائقين، فتقول في البداية كان الأمر صعب ولكن مع الوقت وبسبب مساعدات البعض لها استطاعت أن تخلق لها مكان وسط المهنة الرجولية، تشير إنها الحظ كان يحالفها لأنها كانت تعرف السواقة ولديها خبرة كبيرة بها، كما أن نسبة كبيرة من المحيطين بها أعانوها  على استكمال عملها وشجعوها.

صباح..تعب والدها حول أنوثتها لامرأة خشنة الصوت حادة الطباع

وكسابقاتها لعبت الظروف الصعبة والقدر مع صباح عبد الكريم وحولتها من فتاة صغيرة تحلم بالزواج وتتدلل مستغلة أنوثتها إلى امرأة خشنة الصوت حادة الملامح بعد امتهان مهنة سائق الميكروباص بدلا من والدها المريض..تقول صباح لـ "العاصمة": "والدي كان مديون وشغال على ميكروباص..تعب فجأة ولأني أكبر اخواتي نزلت أدور على شغل ولما متوفقتش جاتلي فكرة أني اشتغل على نفس الميكروباص اللي والدي كان شغال عليه".

ظل المرض ينهش في جسد والدها وهرمون الذكور يتسلل جسد صباح في نفس الوقت لنتحول فجأة من فتاة مرهفة الحس لفتاة مسترجلة عالية الصوت حادة الطباع نتيجة عملها وسط سائقي الميكروباصات حتى رحل والدها وكأن رحيله كتبت شهادة وفاة البنت الضعيفة بداخل صباح التي أصبح عملها كسائقة جزء لا يتجزأ من حياتها ليعينها على إعالة عائلتها.

تقول صباح أن هذه المهنة صعبة لسيدة أو فتاة حيث أنها تواجه مشكلات كبيرة ممن حولها وأيضًا ممن يتلقون الخدمة منها، فتحكي على سبيل المثال أن هناك بعض الركاب يرفضون أن تكون السائقة سيدة لعدم ثقتهم من سواقة السيدات، ذلك بخلاف المضايقات التي تجدها من البعض ممكن حولها سواء كانوا سائقين زملائها أو ركاب أيضًا.

في النهاية نجد أن المشاهد التي ظهرت فيها الفنانة سمية الخشاب تجسد جزء بسيط من حياة سائقات الميكروباصات ومعاناتهم وسط مجتمع نسبة كبيرة منه ذكوري ينظر على أن هناك بعض المهن حكر على الرجل وأن وجود سيدة في وسطهم أمر غير مأولوف.

أقرأ أيضًــــــــــــــــــــــا:

سمية الخشاب عن إصابتها بسبب رامز جلال: «مهزلة ومتعمد الأذى»