Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

المصالح فوق الأيديولوجيا.. «حماس» تنقلب على «الإخوان» عبر بوابات موسكو

 كتب:  أحمد حسني
 
المصالح فوق الأيديولوجيا.. «حماس» تنقلب على «الإخوان» عبر بوابات موسكو
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

من حليف مقرب وداعم رئيسي بالسلاح تارة والأموال تارة أخرى، حتى وصلت إلى حد المأوى الرئيسي للحركة، إلى متعاون مع صفوف المعارضة المسلحة.

دخلت حركة حماس في حلقة مفرغة من العلاقات المتوترة غير المستوعبة ولا المدركة لطبيعة الأحداث السياسية، في المنطقة، وظنت أن الدول العربية دانت تحت سيطرتها باعتبارها فرع مهم لجماعة الإخوان في غزة.

على الفور بعد بدء المناوشات بين المعارضة المسلحة والنظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، حتى خرج خالد مشعل من مخبئه في دمشق ليهاجم بشار الأسد، ويهرب إلى أماكن أخرى باعتبارها الملاذ الآمن في تلك الفترة إلى أن تنتهي الأحداث في سوريا بانتصار المعارضة، وقتها سيعود إليها فاتحًا، كما اعتقد.

تذكرت الحركة وقتها فقط أن الرئيس بشار الأسد علوي كافر، وأن الطائفة العلوية تعتقد في حلول الله في الإمام علي، وهو ما يرفضه علماء السنة والشيعة أنفسهم.

راحوا يكفرون النظام السوري الذي آواهم لسنوات طويلة منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

وقال هنية خلال كلمة ألقاها في الجامع الأزهر في القاهرة في العام 2012 مخاطبًا الشعب السوري: أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي بل الشتاء الاسلامي، فأنا أحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والاصلاح.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد اتهم حركة حماس، خلال تصريحات نشرتها وسائل إعلام سورية، الثلاثاء، بأنها تدخلت في الشأن السوري الداخلي، إبان تواجدها هناك.

ونشر الحساب صورة للرئيس السورى متبوعة بتصريحات تعود لعام 2016، للتأكيد على عدم دعم حماس، قائلا: «كنا ندعم حماس ليس لأنهم إخوان، كنا ندعمهم على اعتبار أنهم مقاومة، وثبت فى المحصلة أن الإخونجى هو إخونجى فى أى مكان يضع نفسه فيه».

وفي سبتمبر 2022 أعلن مسئول في الحركة أن العلاقات مع النظام السوري في طريق عودتها إلى ما كانت عليه في السابق، وأوضح أن هناك زيارات عديدة تمت بين قادة من حماس إلى سوريا.

لم يصدر بيان "حماس" في خطوة مفاجئة للجميع كما يبدو في ظاهر ردود أفعال "الإخوان" وحلفائهم، وإنما سبقته تصريحات متكررة من أعضاء المكتب السياسي للحركة التي كانت تسعى لتمهيد طريق العودة إلى سوريا، وكانت البداية في أغسطس 2017، عندما تحدث يحيى السنوار رئيس حركة «حماس» في غزة إلى عدد من الصحفيين، وأعلن استعداد الحركة لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية، قائلا إن «تسارع  وتيرة حل الأزمة يساعد في عودة العلاقات مع سوريا».

وفي يونيو 2018 ، تبرأ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية من الأحداث السورية مؤكدًا أن ما نسب له من تصريحات حول «دعم الثورة السورية، غير دقيق»، وادعى أن الحركة «لم تكن يومًا في حالة عداء مع النظام السوري».

وتحدث محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة  "حماس" عن الرئيس السوري بشار الأسد في يناير 2019، وقال في تصريحات صحفية: «الرئيس بشار الأسد قبل الأزمة فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى ألا نتركه وألا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة».

على الصعيد الإخواني الإرهابي واعتبر هيثم غنيم أن قيادات «حماس» أصبحوا من المنافقين الذين حبطت أعمالهم وباعوا دينهم، وقال: "كلما توالت الأحداث، سقطت الأقنعة وانكشفت وجوه المنافقين أكثر وتباينت صفوف الحق والباطل، هؤلاء الذين باعوا دينهم وباتوا عراة المبادئ وأثبتت الأيام ومحن المسلمين أنهم وأعمالهم كسراب بقيعة وفقاعات زائلة"، وتابع: «كذبوا كعهدنا بهم وقالوا «لخدمة أمتنا وقضاياها العادلة، فلا كان سعيهم لخدمة أمة الإسلام ولا هو خدمة منهم لأى قضية عادلة».

وأصدر التنظيم الإخواني السوري بيانًا يحذر الحركة من عواقب هذه الخطوة ونتائجها الكارثية على رصيد الحركة الفلسطينية عند السوريين والشعوب العربية والإسلامية، وقال البيان: «هذا خطأ تاريخي كبير، فأنتم تهدمون مجدًا بنيتموه بالدماء والدموع والتضحيات، والسنن الربانية تسري على الجميع ولن تحابيكم لمجرد نبل قضيتكم».

 وأضاف: «أعيدوا حساب الأولويات جيدًا فنحن لكم من الناصحين، ولا تُلقوا بأيدكم إلى هاوية يصعب انتشالكم منها، وخندق يصعب فيه الدفاع عنكم، واحذروا السنن الكونية فإنها غلّابة، واحذروا غضب التاريخ فإنه لا يرحم، واحذروا فقدان الذاكرة فالشعوب لا تنسى».

وعلى صعيد عودة العلاقات أفاد موقع  العبري بأن النظام السوري ثمَّن عودة العلاقات بينه وبين حماس، إلا أنه يتمسك برفضه عودة قادة الحركة إلى دمشق.

وقدَّر الموقع العبري، بناء على تحليل ما نشرته وسائل إعلام عربية في هذا الصدد، أن «الرئيس بشار الأسد يمسك العصا من المنتصف، ولا يبدي موقفًا رافضًا أو مؤيدًا بشكل صريح، لكن رغم ذلك، لن تريد دمشق تكرار تجربة الماضي، وأن تحسين العلاقات لن يعني سماح النظام السوري بعودة مكاتب حماس للعمل من دمشق».