Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

«نفسي اشوفه ابوسه».. حكاية مقتل الطفل «بدر» على يد والده خنقاً بسبب دعوى قضائية في الخصوص

 كتب:  رجب يونس
 
«نفسي اشوفه ابوسه».. حكاية مقتل الطفل «بدر» على يد والده خنقاً بسبب دعوى قضائية في الخصوص
محرر العاصمة والدة الطفل
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

ليست واقعة خيالية أو مشهداً سينمائياً ولكنها واقعة تدمي لها القلوب وترتجف لها الأبدان حينما تجرد أب من كل معاني الإنسانية والرحمة وبدلا من أن يكون سندا الأبنائه وأسرته، يصبح هو من يسلبهم الحياة، دون ندماً أو حسرة على فعلته، هكذا كان حال  المتهم "محمود" والد الطفل " بدر" صاحب الـ 6 سنوات من عمره، بعدما أنهى والده حياته خنقاً بين جدران منزله انتقاما من طليقته، ليفارق الحياة بين أنين وألم بمنطقة الخصوص.

منذ سبعة عشر عاماً تزوجت مروة من زوجها محمود، الذي يكبرها بأعوام قليلة وكانت حياتهما تسير بوتيرة طبيعية، حتى مرت الأعوام والسنوات ولم تنجب منه خلال الـ 16 عاماً الماضية، شعرت الزوجة بحالة من الحزن والألم لرغبتها في الإنجاب وحلمها أن تصبح أم مثل الكثير من السيدات، ولكن الزوج لم يكن يشعر بذلك الحرامان التي شعرت به زوجته، نظرًا إلى أنه متزوجا من ثلاثة سيدات آخريات ولديه العديد من الأبناء، وفي ذات يوم شعرت الأم بآلم ومرض شديد، فقررت الذهاب إلى الطبيب لمعرفة الأمر.

استقلت الزوجة دراجة بخارية "توك توك"، وذهبت إلى الطبيب ليخبرها بالخبر الذي طال انتظاره بالنسبة لها :"ألف مبروك يا مدام انتي حامل"، فرحة وسعادة ارتسمتها وجه الزوجة، وعقب عودتها من عيادة الطبيب، جلست على أريكتها، ترسم في مخيلتها أحلام طفلها الذي قررت أن تطلق عليه اسم "بدر"، ظلت الأم تنتظر عدة شهور في لهف وشوق تنتظر ابنها الذي كان له نصيباً من اسمه "بدر"، حيث كانت ملامحهُ كالبدر، ومرت السنوات وأصبح الطفل يبلغ من العمر 6 سنوات ولكن فرحة الأم لم تدم طويلا حينما طرق باب شقتها مع أذان الفجر، هرولت الزوجة نحو الباب لمعرفة من الطارق، وبعدما فتحت كانت المفاجأة، فتاة حضرت إلى زوجها والسؤال عليه، وحينما شاهدها الزوج نشبت مشاجرة بينه وبين زوجته.

منذ تلك اللحظة بدأت المشاجرات والمشاحنات المستمرة، بين الزوجين حتى قررت "مروة"، الانفصال عنه، ولكن الزوج رفض أن يظل نجله "بدر"، برفقتها، تركت الأم ابنها مع والده وتم الطلاق بينهما، وتزوجت الأم من شخص آخر، ولكن الأب كان قاسيًا على ابنها في المعاملة وكأنه ليس نجله.

قررت الأم رفع قضية حضانة على الأب حتى يكون رفقة والدتها والاطمئنان عليه بحوزتها من بطش طليقها، صاحب "الكيف"، وبالفعل حكمت محكمة الأسرة، بضم حضانة الطفل إلى جدته لأمه، وعندما علم الأب بذلك استشاط غضبًا، وهدد الأم بقتل الطفل حتى لا تأخذه منه :"أنا اقتله ولو تاخدي ضفر منه"، وبعدما أخبر المحامي الأم بقبول دعوى الحضانة بدأت في التحضير له ملابسه الجديدة، ووعدت أسرتها أنها ستستقبل ابنها بالفرح وعمل له زفة مثل العريس، ولكنها لم تعلم أنها ستزفه إلى قبره.

وقبل سبعة أيام اصطحب الأب طفله للعمل معه في بيع أسطوانات الغاز- "الأنابيب"، من بداية الصباح حتى المساء، ومن ثم العودة إلى منزلهم الذي يتكون من أربعة طوابق، والذي يعيش فيه هو ووالده وأعمامه وأبنائهم، وذلك بعد قضاء يوم عمل شاق بالنسبة لصاحب الـ 6 سنوات، وقبل أن يصعد الطفل إلى شقته في الطابق الرابع سأله الأب :"فين مفاتيح التروسيكل يا بدر"، ليرد عليه الطفل بعفوية :"معرفش يا بابا شوفه عندك في الموتوسيكل"، فقام الأب بنهر الطفل بكلماتٍ كانت قاسية عليه.

صعد بدر إلى شقته ودموعه على وجنتيه، والأنين لم يتجاوز صدره حزناً من معاملة والده القاسية له، لم يعلم ما اقترفه حتى يسبه والده وينهرهُ هكذا، فجلس الطفل على فراشه، يعتصر قبله الألم، حتى لحق به الأب بعد دقائق معدودة، وأكمل مسلسل العنف معه مرة آخرى، ومن ثم الإعتداء عليه بالضرب وخنقه حتى سكن الجسد النحيل وهدأت أنفاسه لتعلن رحيل الطفل الملاك الصغير الذي عرف بين أهله وجيرانه بـ"الطفل الجميل الوسيم" منذ أن وطأت قدماه إلى الدنيا، والتي رحل منها سريعاً تاركاً خلفه والدته دموعها لم تجف منذ تلك اللحظة.

قبل تنفيذ حكم حضانة ابنها بيومين حضر أحد أبناء طليقها إلى منزل ولدتها :"الحقي يا خالتي مروة أبويا قتل بدر"، ذهبت الأم خطواتها تسبق الآخرى، إلى المستشفى لمعرفة ماذا حدث لابنها؟، ولكن الأطباء أخبروها أنه فارق الحياة فأخبرتهم أنها تريد رؤيته "أبوس إيدك اشوف ابني أنا ليه سنتين مشفتهوش..عايزة أشوفه وابوسه"، ولكن طلبها قُبل بالرفض؛ نظرا لأنه مقتول وليست وفاة طبيعية، حتى انتهاء إجراءات الفحص والكشف الطبي ومعرفة سبب الوفاة، وأصدرت النيابة قرارا بالقبض على الأب المتهم وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.