Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

انتخابات نقابة الصحفيين 2023.. الصمت «يبتلع» المرشحين والناخبين (تفاصيل)

 كتب:  عرفة محمد أحمد
 
انتخابات نقابة الصحفيين 2023.. الصمت «يبتلع» المرشحين والناخبين (تفاصيل)
نقابة الصحفيين
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

لا تنفصل حالة الركود والجمود والشلل التي تسيطر على الانتخابات المقبلة بـ«نقابة الصحفيين»، عن تلك الحالة التي ضربت النقابة خلال السنوات الماضية من اختفاء النشاط النقابي، والتفاعل مع القضايا العامة، والمناقشات بين الزملاء التي كان يشهدها مبنى «4» عبد الخالق ثروت وسط العاصمة القاهرة.

لكن ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي كان هذا «الصمت الانتخابي» مُريبًا وغريبًا ومثيرًا للجدل، خاصةً مع دخولنا الشهر الثاني من العام الجديد، بينما من المفروض قانونًا أن تُجرى الانتخابات في مارس من العام نفسه، في مشهدٍ يتناقض مع السباقات الانتخابية الماضية التي كانت تشهد «تربيطات انتخابية» والأحاديث عن المرشحين المحتملين قبل الانتخابات بفترةٍ طويلةٍ.

هذا الجدل الخاص بـ«الصمت الانتخابي» في الجمعية العمومية لـ«نقابة الصحفيين»، امتد أيضًا إلى عدم استقرار السلطة حتى الآن على مرشحها لمنصب نقيب الصحفيين، من بين عدة أسماء مُتداولة في الوسط الصحفي مثل عبد المحسن سلامة، النقيب الأسبق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، وخالد ميري، وكيل نقابة الصحفيين للقيد، وعلاء ثابت، رئيس تحرير «الأهرام».

وعلى الرغم من رفض جميع الطعون والدعاوى المقدمة ضد الانتخابات الماضية، ووضوح المشهد الخاص  بإجراء الانتخابات على منصب «النقيب» والـ«6» أعضاء الذين ستنتهي مدتهم قريبًا، إلاَّ أن ذلك لم يحرك المشهد الانتخابي المصاب بـ«الشلل»؛ فلا زملاء أعلنوا ترشحهم في الانتخابات المقبلة، ولا حديث عن هذا السباق يشغل أعضاء الجمعية العمومية.

وفي هذا السياق، تحدث نقابيون بارزون وأعضاء سابقون بمجلس نقابة الصحفيين لـ«العاصمة» عن الأسباب وراء حالة «الركود» المصاب بها مشهد انتخابات نقابة الصحفيين.

كارم يحيى لـ«العاصمة»: لا توجد بدائل واضحة للمرشحين على منصب «النقيب» أو عضوية «مجلس الصحفيين»

يُرجع النقابي الكبير كارم يحيى، المرشح السابق لمنصب نقيب الصحفيين، حالة الصمت التي تُخيم على الوسط الصحفي رغم اقتراب انتخابات التجديد النصفي، إلى وجود مواتٍ أو «تمويتٍ» تم بفعل فاعل منذ الفشل في مواجهة أزمة اقتحام النقابة في 1 مايو 2016، ثم تعزز هذا الوضع في انتخابات مارس 2017 باختيار المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم «جبهة تصحيح المسار» لعضوية المجلس.

هزيمة الصحفيين

وعُقد مؤتمر «جبهة تصحيح المسار» بمؤسسة «الأهرام» لتوضيح وجهة نظر الجبهة فيما يخص  قرارات الجمعية العمومية للنقابة والتى طالبت بإقالة وزير الداخلية وقتها، واعتذار مؤسسة الرئاسة عن اقتحام مقر النقابة لضبط الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا.

ويرى «يحيى» - وهو يساري مستقل يصف نفسه بأنه مناضل مهني في الصحافة - أنَّ الأزمة تفاقمت بترشح وانتخاب ضياء رشوان، نقيبا للصحفيين، لمرة ثانيةٍ وثالثةٍ، وهو موظف حكومي بدرجة نائب وزير، ووفق حديثه فإنَّ هذا الأمر تسبب في فرض «الصمت التام» على النقابة وعلى أزمات المهنة وحقوق الصحفيين.

«النقابة صارت مكممة الأفواه؛ لا يصدر منها كلمة أو بيان بشأن كل هذه الانتهاكات إيذاء الصحفيين وحرية الصحافة»، هكذا يرى المرشح السابق لمنصب نقيب الصحفيين كارم يحيى، ويشير أيضًا إلى أنَّ الصمت ليس جديدًا، ولكنه مفروض منذ هزيمة الصحفيين في دفع العدوان على النقابة، والانتخابات المزورة «سلفًا».

انتقادات لـ«تيار الاستقلال النقابي»

ويؤكد «يحيى» أن تركيبة الجمعية العمومية لـ«نقابة الصحفيين» تغيرت إلى الأسوأ، وأن جزءًا من الملتحقين بالجداول النقابية يهمهم فقط الحصول على بدل التدريب أو التكنولوجيا أو الحصول على «كارنيه» النقابة فقط، وليس مهمًا أن يعرف مكان النقابة أصلًا.

يتابع: «الكتلة الحية من الصحفيين التي تعنيها حرية الصحافة، وحرية العمل النقابي، أصابها الإحباط منذ انتخابات 2017 و2019، لأن الأزمة الكبيرة أنه لا يوجد بديل واضح سواء على منصب النقيب أو الأعضاء».

وينتقد «يحيى» تيار الاستقلال النقابي ويقول إنَّ التيار خذل الجمعية العمومية، ولم يُرشح على منصب «النقيب» ممثلًا جديدًا وقويًا له لدورتين انتخابيتين، ولكنه صمت، كاشفًا عن أنَّ السبب في ذلك هو أنَّ ضياء رشوان من نفس ميلهم السياسي (الناصري) ومن الشلة ذاتها.

ويقول إنه لم يرتفع صوت من هذا التيار للدفاع عن قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين في 2019 بمنع أن يكون «موظف حكومي» نقيبا للصحفيين لأن ذلك يقتل المنصب ويهينه.

علي القماش لـ«العاصمة»: عبد المحسن سلامة سيكون في الغالب هو المرشح «نقيبًا للصحفيين»

وتوقع الكاتب الصحفي علي القماش، رئيس لجنة الأداء النقابي - جهة غير رسمية - أن يكون عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، هو المسئول الأوفر حظًا للدفع به مرشحًا لمنصب نقيب الصحفيين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يحرك المشهد الانتخابي.

توقعات بإجراء «انتخابات الصحفيين» بعد شهر رمضان

وفيما يخص حالة الصمت التي تسيطر على انتخابات التجديد النصفي للنقابة، قال «القماش» في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«العاصمة»، إنَّ تركيبة الجمعية العمومية للنقابة تغيرت إلى الأسوأ، منتقدًا في هذا الشأن لجنة القيد، لافتا إلى وجود حالة «يأس» بسبب هذه التغييرات و«الفوضى» في القيد.

برأي «القماش» فإنَّ انتخابات التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين» سيتم تأجيلها إلى بعد شهر رمضان؛ مدللًا على ذلك بعدم الانتهاء من «ترميم» واجهة الصحفيين، فضلًا المطالبة بوجود «شيوخ المهنة» للإشراف على الانتخابات.

وردًا على بيان الزميل محمد شبانة، عضو مجلس نقابة الصحفيين، والذي أكد من خلاله أنَّ العمل بالواجهة سينتهي قريبًا، قال «القماش»: «أولًا كان من المفروض أن يصدر هذا البيان من النقيب ضياء رشوان، أو السكرتير العام للنقابة أيمن عبد المجيد، خاصةً أن هذا البيان يدور حول الانتخابات، أما الحديث عن الانتهاء من واجهة النقابة قريبًا فلا نصدقه لأنه (أي شبانة) تحدَّث أكثر من مرةٍ عن قصة الانتهاء من الترميم، والأيام كشفت عن عدم تحقيق هذه الأحاديث».

ويُرجع رئيس لجنة الأداء النقابي «حالة الصمت» التي تخيم على الوسط الصحفي إلى عدم ظهور مرشح السلطة لمنصب نقيب الصحفيين حتى الآن، مؤكدًا أنه مع تلميح هذه السلطة عن مرشحها، سيظهر المرشحون على المقاعد والذين تصل أعداداهم أحيانا إلى 70 أو 80 عضوًا.

إبراهيم منصور لـ«العاصمة»: أغلب أعضاء «مجلس الصحفيين» لا يهمهم سوى «المناصب» 

وقال إبراهيم منصور، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، إنَّ الحياة السياسية والنقابية «مصادرة بالكامل»، مشيرًا إلى أن تلك الحالة تنعكس بالطبع على الجمعية العمومية للصحفيين وانتخاباتهم، فضلًا عن أنَّ أعضاء المجلس الحاليين لا يهمهم سوى الوصول إلى مناصب رئاسة مجالس الإدارة والتحرير في مؤسساتهم الصحفية القومية، وبعد ذلك يحل «الصمت» على النشاط النقابي بوجهٍ عامٍ.

عدم اهتمام النقابة بمناقشة قضايا الرأي العام

وفي حديثه لـ«العاصمة» يقول «منصور» إنَّه لا توجد نقابة حقيقية تقدم خدماتٍ أو تهتم بالمهنة أو تنشغل بمناقشة قضايا الرأي العام، وفي الوقت عينه نجد السلطة تشتكي من الإعلام، على الرغم من أنه لا توجد صحافة مستقلة أو معارضة أو صحافة تعبر عن الشارع.

كما يرجع عضو مجلس النقابة السابق، حالة الصمت التي تسيطر على الجمعية العمومية والمرشحين المحتملين في انتخابات التجديد النصفي، إلى انتظار الأسماء البارزة لـ «تعليماتٍ عليا» يكون من شأنها ضمهم إلى قوائم تحظى بالحشد الانتخابي والكتل التصويتية الكبيرة.

ويؤكد «منصور» وجود علامات استفهام كثيرة على لجنة القيد بـ«نقابة الصحفيين» التي تمرر وتُلحق أعدادًا كبيرةً بجداول النقابة من صحفٍ لا نسمع عنها، دون إشراف من مجلس النقابة، الأمر الذي تسبب في تغيير تركيبة الجمعية العمومية إلى الأسوأ.

أبو السعود محمد يكشف لـ«العاصمة» عن «3» تحركات تُعيد النشاط  لـ«انتخابات الصحفيين»

وأرجع أبو السعود محمد، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، والمرشح في الانتخابات المقبلة، حالة الصمت الانتخابي الحالية إلى عدة أسباب منها: الدعاوى والطعون القضائية التي كانت مقدمةً ضد نتائج الانتخابات الماضية التي أُجريت في إبريل 2021، مشيرًا إلى أنَّ الفصل في هذه الدعاوى والطعون برفضها جميعًا استغرق فترةً طويلةً ما تسبب في حالة من اللامبالاة ناحية الانتخابات المقبلة.

ترميم واجهة نقابة الصحفيين

وأضاف «أبو السعود» في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«العاصمة» أن هناك أسبابا أخرى تفسر حالة الصمت الانتخابي من المرشحين وأعضاء الجمعية العمومية، مثل عدم الانتهاء حتى الآن من ترميم واجهة نقابة الصحفيين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان سببا في لغطٍ كثيرٍ وظهور أسئلة تتعلق بمكان إجراء الانتخابات المقبلة. 

ويحدد عضو المجلس السابق بعض «3» تحركات وإجراءات ستعيد النشاط الانتخابي إلى الجمعية العمومية، أولا: ظهور مرشح السلطة المحتمل لمنصب نقيب الصحفيين، 2- اجتماع المجلس للحديث عن الانتخابات، 3- إعلان مواعيد إجراء الانتخابات.

انتخابات نقابة الصحفيين 

وانتخابات التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين» هي انتخابات دورية تُنظَّم كل عامين، على أن ينعقد مجلس النقابة قبل الموعد المحدد للانتخابات للإعلان عن فتح باب الترشح وقبول أوراق المرشحين الجدد قبل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يوماً على الأقل.

وتُجرى انتخابات التجديد النصفي المقبلة على مقعد «النقيب» الذي يشغله حالياً ضياء رشوان، وستة من أعضاء المجلس الذين ستنتهي مدتهم قريباً وهم: خالد ميري، ومحمد شبانة، وهشام يونس، ومحمود كامل، وحماد الرمحي، ومحمد يحيي يوسف.