Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

سامح ورحلته الأخيرة.. الأم منحته «كليتها» وقطار منوف يُرحله لدار الآخرة (خاص بالفيديو)

 كتب:  عبدالله عادل
 
سامح ورحلته الأخيرة.. الأم منحته «كليتها» وقطار منوف يُرحله لدار الآخرة  (خاص بالفيديو)
سامح
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

خلّف حادث قطار قليوب منوف، العديد من القصص المأساوية؛ ما بين مُصاب وجريح ومتوفي؛ وكانت قصة الشاب سامح قنديل ابن مدينة أشمون بالمنوفية؛ أكثرهن وجعًا.

كان الشاب يحتاج لزراعة كلى وقررت والدته أن تمده حياة فوق حياته وتضحي هى بكليتها من أجله، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد نجاح العملية وفرحة الأم بابنها وعمره الذي طار بتضحيتها،  إلا أن جاء حادث قطار قليوب لتكون الرحلة الأخيرة له تركًا أم مكلومة وزوجة مُنهارة وطفلين في عمر الزهور

سامح قنديل؛ شاب ثلاثيني كان يعمل «استورجي حسب الطلب»؛ استقل قطار الرحلة الأخيرة من «رمسيس - منوف»؛ إلا أن القدر كتب نهاية العمر بعد دقائق من خروج القطار عن القضبان في مدينة قليوب التابعة للقليوبية؛ ليعود لأسرته «مُكفن»؛ بعد رحلة مُعاناه مع الفشل الكلوي؛ وقررت والدته قبل 3 سنوات التبرع لهُ بكليتها؛ بعد أن باعت الأسرة «الغالي والنفيس» سعيًا لعلاج أكبر أبناءها.

تروي الأم المكلومة لـ «العاصمة» تفاصيل اليوم الأخير في حياة فلذة كبدها و«أول فرحتها»؛ ظهر أمس الثلاثاء - يوم الحادث - شعرت الأم الستينية أثناء عملها بالأرض الزراعية؛ بإرهاق وتعب شديد على غير العادة؛ كما أن حفيدها كان حزينًا دون مبرر.

عادت الأم للمنزل من شدة التعب والإرهاق؛ وبدأت في الاطمئنان على الأسرة وأفرادها؛ وسألت زوجة ابنها البكري: «كلمتي سامح النهاردة.. وهيجي امتى؟» لتجيب الزوجة بأن سامح استقل القطار من رمسيس وفي الطريق لمنزله الكائن بشارع الروضة بأشمون

تُكمل الأم المكلومة حديثها؛ مرت ساعات اليوم العادية دون جديد؛ حتى بدء القلق ينتاب الأسرة لتأخر سامح عن موعد قدومه؛ عاودت الزوجة الاتصال بوالد طفليها ، لتجيب خدمة العملاء: «الرقم الذي تحاول الاتصال به مغلق أو غير متاح.. رجاءً حاول الاتصال في وقت لاحق».

استمر غياب الابن سامح؛ وسط حالة من حيرة وتكهنات العائلة؛ فقد طال الانتظار دون مُبرر لسبب الغياب؛ حتى دقت عقارب الساعة الحادية عشرة مساء الثلاثاء؛ لتعلم الأسرة بوقوع حادث قطار قليوب؛ وما إن لبث الخبر مسامع الأسرة؛ إلا وتمالك الخوف من الأسرة، ولسان الحال «جيب العواقب سليمة يارب». 

مضت ساعة تلو الأخرى؛ ولا تزال بشائر الخير تغيب الأسرة وتتزايد مشاعر القلق والخوف؛ حتى تلقى شقيق سامح هاتفًا تليفونيًا يُخبره بوفاة أخيه في حادث قطار قليوب؛ وهو النبأ المُفزع الذي أخفاه شقيق سامح؛ عن أفراد أسرته؛ فيما توجه مسرعًا لمستشفى قليوب لاستيلام جثمان شقيقه.

وعلى الجانب الآخر فإن حنين الأمومة دفع السيدة الستينية للذهاب لموقف الميكروباص تريد الذهاب لمدينة قليوب للاطمئنان على فلذة كبدها؛ إلا أن الأهل والأصدقاء وأخبروا الأم بأن إصابة سامح في القدم فقط؛ وأن شقيقه ذهب للمستشفى وسيعود به خلال ساعات بعد الاطمئنان عليه وتلقيه العلاج اللازم

لقاء العاصمة بـ والدة الشاب سامح قنديل ضحية قطار قليوب 

وصل شقيق سامح وبرفقته أبناء عُمومته لمستشفى قليوب؛ وبدأ الأهل في إنهاء استخراج التصاريح والأوراق الرسمية؛ تمهيدًا لدفن شقيقه بمدافن الأسرة في المنوفية؛ فيما كان شارع الروضة بأشمون الكائن به منزل سامح ممتلئ بالمئات من الشباب والأصدقاء منتظرين وصول جثمان الشاب الذي رفضته الحياة بعد أن منحته الاستمرار على ظهرها لـ 3 سنوات

 

24 ساعة أو أقل؛ كانت مُدة الرحلة الأخيرة الذي قضاها الشاب سامح؛ مُنذ أن خرج من منزله في السادسة من صباح الثلاثاء سعيًا للرزق؛ حتى عاد «كفن محمولًا على الأعناق» في السابعة من صباح الأربعاء؛ ليُشيعه المئات بالدموع إلى مدافن الأسرة بعد أداء صلاة الجنازة