إطلاق اليابان للمياه المشعة في المحيط يثير الجدل.. فما القصة؟
كتب: رويدا حلفاوي
أثارت خطة السلطات اليابانية بشأن تصريف أكثر من مليون طن من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما المنكوبة للطاقة النووية الجدل واستياء بعض الدول المجاورة، وأتى ذلك بسبب مخاوف من تأثير تلك العملية التي ستمتد لما يقرب من ثلاثة عقود على البيئة.
وكانت قد وافقت الحكومة اليابانية قبل عامين على تلك الخطة وذلك باعتبارها ضرورية لتفكيك المحطة التي تديرها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، وتمت مقابلة تلك الخطة بانتقادات أيضًا من مجموعة الصيد المحلية التي تخشى الضرر على سمعتها وتهديد سبل عيش أعضائها.
وصرح رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أمس الثلاثاء بأنه طلب من تيبكو الاستعداد بسرعة لتصريف المياه وفقًا للخطة التي أقرتها هيئة تنظيم الأنشطة النووية، كما أنه توقع بدء التصريف في 24 أغسطس إذا كانت الظروف الجوية مواتية.
وتعهد كيشيدا بأن تتم عملية صرف المياه المشعة بشكل آمن مع مراقبة تأثيرها عن كثب، ووصفت السلطات اليابانية هذا الإجراء بأنه هو خطوة ضرورية لإيقاف تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي بعد ما يقرب من 12 عام من وقوع زلزال هائل وما أتى بعده من موجات تسونامي التي أدت إلى انهيار 3 مفاعلات نووية.
وبعد استمرار عملية المراجعة لمدة عامين أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يوليو أن النهج الذي تبنته اليابان يتوافق مع معايير السلامة الدولية ذات الصلة، وقالت الوكالة أمس الثلاثاء أنها ستبقى في الموقع لتقييم مدى سلامة عمليات تصريف تلك المياه المشعة مع مرور الوقت.
ويقول العلماء الذين يدعمون الضوء الأخضر للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه العمليات التي تقع ضمن المعايير في جميع أنحاء العالم قامت بمثل التنظيمية، وأتى ذلك وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وصرح أستاذ العلوم البيئية في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة جيم سميث قائلًا: "في أي موقع نووي آخر في العالم يُعتبر هذا إطلاقًا روتينيًا لمياه الصرف الصحي حيث تتم المعالجة بمستويات منخفضة جدًا من النشاط الإشعاعي".
وفي ذات الصدد حذر علماء آخرون بما في ذلك لجنة استشارتها 18 دولة من جزر المحيط الهادئ من أنهم لم يروا معلومات كافية لدعم سلامة التصريف، مشيرين إلى أن التأثيرات المحتملة على المحيط الهادئ لم تتم دراستها بشكل وافي.
وقال جاك لوتشارد النائب السابق لرئيس اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع واصفًا نظام تصريف المياه في اليابان بأنه فعال للغاية: "لم تكن هناك أي مشاورات حقيقية مع السكان المحليين وهذه معضلة لم يفت الآوان بعد لمعالجتها".
اقرأ أيضا..
