خبير مصري يكشف الحقائق: إثيوبيا تتباهى بسد النهضة لكنها تخفي العجز الكبير في إمدادات الكهرباء
كتب: رحاب جمعة
في تصريحات حديثة، أكد خبير في الموارد المائية على التحديات الكبيرة التي تواجهها إثيوبيا في توفير الكهرباء لمواطنيها. وبحسب التصريحات الإثيوبية، يعيش أكثر من 60 مليون إثيوبي بدون كهرباء، مما يعكس حاجة البلاد الماسة لتطوير البنية التحتية الكهربائية.
تشير الإحصائيات إلى أن إثيوبيا تحتاج إلى حوالي 37 ألف ميجاوات ..وأكثر من 60 مليون إثيوبي يفتقرون للكهرباء
تشير الإحصائيات إلى أن إثيوبيا تحتاج إلى حوالي 37 ألف ميجاوات لتلبية احتياجات جميع سكانها بالكهرباء. ومع وجود عجز يصل إلى 32 ألف ميجاوات، تعتبر هذه التحديات ضرورة لإيجاد حلول فورية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.
من جانبه، يتمثل أحد الحلول المحتملة في سد النهضة الذي يعتبر مشروعا استراتيجيا لإثيوبيا. يحتوي السد على 11 توربينا، كل منها بقدرة 400 ميجاوات، مما يعني أن الإنتاج الكهربائي الإجمالي المتوقع للسد يبلغ 5150 ميجاوات عند الانتهاء من بنائه.
ومع ذلك، تظل هناك تحديات هامة تتعلق بتمويل وتنفيذ المشروع بشكل كامل، بالإضافة إلى الأثر البيئي والاقتصادي المحتمل على الدول المجاورة، خاصة مصر والسودان.
وأفاد خبير في الموارد المائية بأن أكثر من 60 مليون إثيوبي يفتقرون للكهرباء، وتُقدر احتياجات البلاد من الطاقة بنحو 37 ألف ميجاوات لتلبية احتياجات جميع السكان. هذا يشير إلى وجود عجز يبلغ حوالي 32 ألف ميجاوات في القدرة الكهربائية. وأوضح المختص أن سد النهضة يضم توربينين، يبلغ قدرة كل منهما 375 ميجاوات، وعند الانتهاء من بناء السد، سيكون هناك 11 توربينا بقدرة 400 ميجاوات لكل توربين، مما يرفع الإنتاج الكهربائي الإجمالي المتوقع لسد النهضة إلى 5150 ميجاوات.
الإنتاج الكهربائي المتوقع للسد لن يتجاوز حوالي 1500 ميجاوات
وفقًا لمنشور الدكتور عباس شراقي على صفحته الرسمية على فيسبوك، يشير إلى أن كفاءة سد النهضة حالياً تقدر بأقل من 30% وفقًا للدراسات العلمية، مما يعني أن الإنتاج الكهربائي المتوقع للسد لن يتجاوز حوالي 1500 ميجاوات. هذه الكمية قادرة على توفير الكهرباء لنحو 10 ملايين شخص لمدة 12 ساعة يوميًا. وفي حال عدم تصدير الكهرباء، فإن أكثر من 50 مليون إثيوبي سيبقون بلا كهرباء.
وأشار إلى أن الادعاءات التي تروجها السلطات الإثيوبية بأن كهرباء سد النهضة ستحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في إثيوبيا، وسيتم تصدير الفائض للدول المجاورة، تبدو غير واقعية بسبب الكفاءة المنخفضة للسد.
وأشار إلى أن مصر تعاني من بعض المشاكل الداخلية في قطاع الكهرباء، حيث يبلغ إجمالي قدرة محطات الكهرباء المصرية حوالي 50 ألف ميجاوات. وبالرغم من هذه القدرة الإنتاجية الكبيرة، فإن هناك تحديات تقنية وإدارية أثرت على توفر الكهرباء في بعض الأوقات، مما أدى إلى ظهور أزمة في التزويد بالطاقة الكهربائية.
أشار الدكتور عباس شراقي إلى أن قدرة المحطة الواحدة من محطات كهرباء سيمنز في بني سويف أو البرلس أو العاصمة الإدارية الجديدة تبلغ نحو 4800 ميجاوات، وبالتالي يعادل إنتاج كل محطة سد النهضة في حال تشغيلها بكامل طاقتها.
إثيوبيا تحتفل بمرور 13 عامًا على بدء تنفيذ إنشاءات السد
وفي الأحداث الأخيرة، احتفلت إثيوبيا بمرور 13 عامًا على بدء تنفيذ إنشاءات السد، وزعمت وكالة الأنباء الإثيوبية أن السد يمكن أن يحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر إذا قررت الحكومة المصرية التعاون معها.
وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة المصرية ستعيد خطتها لخفض الأحمال بعد توقف مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفطر، ومع توقع زيادة استهلاك الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، فإن الحكومة تخطط لتمديد فترات انقطاع التيار من ساعتين إلى 4 ساعات يوميًا في معظم المناطق بحلول شهر يوليو.
ووفقًا للوكالة، يُعتبر سد النهضة حلاً رائدًا لنقص الكهرباء، حيث يكتمل بناؤه الآن بنسبة تتجاوز 95% ويحتوي على 42 مليار متر مكعب من المياه. وتعتبر هذه الخطوة ثورة في توليد الطاقة بالمنطقة، وفقًا للمزاعم الإثيوبية.
آخر تطورات الأزمة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي
في نهاية شهر مارس الماضي، كشف الدكتور عباس شراقي عن آخر تطورات الأزمة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، حيث بدأ العمل في تعلية الممر الأوسط بعد تجفيفه في 18 ديسمبر الماضي، ووصل منسوبه إلى 630 متر فوق سطح البحر، ويتبقى عشرة أمتار فقط، ونسبة الأعمال الإنشائية تقترب من 97%. ومع ذلك، هناك تأخر كبير في تركيب التوربينات العلوية، حيث لم يتم تركيب أي منها حتى الآن، ويُقدر ما تم إنجازه بنسبة تتراوح حوالي 60% كهربائيًا، مما يعادل متوسط عام يصل إلى 78%.
من جانبه، أكد وزير الري، الدكتور هاني سويلم، في تصريحاته أنه لا توجد تطورات جديدة في الموقف بشأن سد النهضة، وأعلنت مصر انتهاء المفاوضات، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك عودة للمفاوضات بالشكل السابق، وذلك لأنه يُعتبر استنزافًا للوقت. وأكد على أن مصر لديها موقف واضح، وكان لابد من الانسحاب من المفاوضات، وأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.
