خادشة للحياء.. تفاصيل أزمة رواية "ميرا" في الأردن

انتشرت موجة كبيرة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الساعات الماضية ضد رواية "ميرا" للكاتب الأردني قاسم توفيق، بسبب أنها بها كلمات تخدش الحياء وتدعو للإباحية، رغم أنها موجهة للأسرة والأطفال.

بدأت القصة بعد أن اشترت أسرة أردنية الرواية الصادرة منذ ثلاث سنوات، والتي أعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام من أماكن خصصتها وزارة الثقافة، واستغربت من وجود كلمات تخدش الحياء العام، بين سطورها وفي صفحاتها بشكل متكرر، فقامت الأسرة بنشر ذلك على حسابها على موقع الفيس بوك، وأيضا نشرت عدة عائلات صورا من الصفحات المثيرة للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب بانتشار القضية على إطار واسع.

كما قام أيضا مجموعة النشطاء الأردنيين بالمطالبة بإقالة وزيرة الثقافة هيفاء النجار،  كما كتب أحد النشطاء مستنكرًا: “فلنتخيّل معًا شكل الأسرة التي تراها وزارة ثقافتنا، وغرّدت ناشطة باسم “فرح” قائلة: "انتهى عصر المثلية الجنسية وبدأ عصر البيدوفيليا.. هذه رواية مدعومة من وزارة الثقافة الأردنية فالأردن يتجه باتجاه العالم الغربي أم سقط سهوا".

وبعد هذه الضجة الواسعة والغضب الشعبي على مواقع التواصل، اضطُرّت الوزارة لسحب الرواية وإصدار بيان في هذا الشأن، وأوضح أمين عام وزارة الثقافة بالوكالة، ومدير برنامج مكتبة الأسرة أحمد راشد، أن الوزارة قررت سحب رواية ميرا للكاتب الأردني قاسم توفيق، والصادرة عن دار نشر أردنية منذ ثلاث سنوات، وأعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام.

وعلي الرغم من قرار سحب الرواية، أشار راشد إلى ميرا  تنطلق من الفكرة الأدبية للنص في بعدها الدرامي الذي يشتمل على تناقضات الواقع في بعديه السلبي والإيجابي، لإبراز الصور الإيجابية، والذي يعرف بتيار الوعي، وإن اختيار أعمال الكاتب قاسم توفيق تمثل قيمة إبداعية مهمة من وجهة نظر نقاد كبار.

وأكد راشد أن الروائي قاسم توفيق، يعد من أبرز القامات الروائية العربية وهو معروف بعمقه، وحضوره الأدبي والعربي والعالمي، كان صدر له أكثر من 20 كتابا بين الرواية والمجموعات القصصية، وهو حاصل على جائزة كتارا العالمية التي تعد من أرفع الجوائز في السرد في منطقتنا العربية، وتناولت روايات الكاتب عددا من الدراسات الأكاديمية في أطروحات الماجستير والدكتوراه.

إقرأ أيضا: الصحف الأردنية تبرز مباحثات الرئيس السيسي والملك عبد الله مساء أمس

بيان وزارة الثقافة الأردنية ذكر، أنه تم سحب الرواية من معارض القراءة للجميع في جميع مراكز التوزيع في المملكة، نتيجةً لملاحظات وردت من بعض زوار مراكز البيع، مشدّدًا على أن الوزارة بصدد إعادة تقييم الرواية للوقوف على المسوغات النقدية التي وجهت إليها.

أيضا قرّر مجلس النواب الأردني بعد جلسة شهدت مداخلات نواب معترضين على رواية ميرا، إحالتها إلى لجنة التوجيه الوطني النيابية، مكلّفين إياها «التحقيق وتقديم التوصيات حول ما جاء في الرواية».

وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، قالت إن أعضاء اللجنة التي أجازت رواية "ميرا"، استقالوا بشكل جماعي.

وأضافت النجار ، خلال مناقشة لجنة التوجيه الوطني والإعلام والثقافة النيابية في الأردن، أن ما ورد في الرواية خطأ فادح وكبير، وأنه كان غير مقصود ويحتاج إلى مواجهة.