خبير نفسي.. الأطفال في الطلاق يكونوا أكثر سعادة

حالة من الغضب والحزن، أثارها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فيديو صادم لأب وولده وهما في غرفة تنفيذ حكم الرؤية، وفي هذا اليوم يتلاقى الأبناء ليقضيا وقتا لطيفا وممتعا مع الأباء، ولكن كان رد فعل الولد صادما للأب في هذا الفيديو؛ مما جعل الأب يصور ردة فعل أبنه من هول ما قاله ولده، حيث قال:(هات فلوس، أمل هحبك ببلاش)

فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأبن ووالده، في يوم تنفيذ حكم الرؤية، حيث رفض الأبن احتضان والده أو حتى لمسه، وطالب بمال ليحبه، فما هو السبب في ذلك؟ هل بسبب ابتعاد الأهل؟، فيخلق أزمة نفسية للطفل؟، لهذا قام "العاصمة" بالرد على هذا السؤال من استشاري الصحة النفسية دكتور وليد هندي.

 صورة للولد من الفيديو

قال دكتور وليد هندي إن في أحيان كثيرة يكون الطلاق هو الحل الأمثل بالنسبة للزوجين، ولكن من هنا تبدأ المعاناة الشديدة مع الأبناء من الناحية النفسية، لذلك لابد من الأهل أن يفكروا في أطفالهم لأنهم ليس لديهم ذنب، في الطلاق، فعليهم أن يتوقفوا عن المشاكل والأزمات بينهم، ويبعدوا الأولاد عن الصراعات التي تحدث بينهم، ويتفقوا على مصلحة طفلهم ليشعر بالاستقرار، ويبدأ في حياة جديدة من غير وجود أي من الطرفين.

وأكد على أن الأطفال الذين يجتازوا مرحلة الانفصال بصورة إيجابية، يكونوا أكثر سعادة من مرحلة قبل الطلاق التي تحتوي على مشاكل وخلافات، ويوجد دراسات كثيرة تؤكد أن الأطفال في حالة الطلاق تكون نقطة تحول إيجابية في حياتهم إذا تم التعامل معهم بشكل صحيح وجيد.

وأوضح أن لابد من الأهل أن يعرفوا أن الطلاق ليس صعبا على الأطفال، إذا تم التمهيد له من قبل، من خلال مناقشتهم ومشاركتهم في الأمر، وأنهم ليس هم السبب في هذا الطلاق حتى لا يشعروا بالذنب، ولابد من التكلم معهم حسب المرحلة العمرية لكل طفل لديهم، فالطفل في عمر 5 سنين يحتاج الدعم وتواجد الأهل لفترة طويلة، فيجب على الأب أن لا ينقطع عن رؤيته، بل يداوم على رؤيته حتى لا يتسبب في أزمة له، أما طفل 6 سنين فهو دائما يعبر عن حالته بالغضب والعنف، فلا يجب هنا أن نعاقبه بل علينا أن نحتويه.

ونصح هندي الأهل بضرورة الرد على كل الأسئلة والهواجس التي يسألها الطفل وتشغل باله، فلابد من الدعم المستمر، بل والرد على أسئلة لم يطالب بها، وندعم مفهومه عن ذاته، لتجنب احساسه بالوحدة لعدم وجود الأب، وأن يشعر بالأمان بعد الانفصال، فلا يصح أبدا أن يشاهد والدته وهي في المحاكم والأقسام، ويجب على الأهل سواء الأب أو الأم أن يراعوا طريقة التكلم عن بعضهم البعض أمام الأطفال أو الناس.

وأشار إلى ضرورة وضع قانون لرؤية الطفل بعيدا عن القانون الوضعي، أي قانون انساني واجتماعي يسمح للأطفال بالتواجد مع الوالدين بصورة منتظمة أينما استدعت الحالة النفسية للطفل بذلك، ويجب استخدام السوشيال ميديا في الرؤية، فلابد أن يكون متواجد طوال الوقت مع الأطفال، كما يجب احترام ما قاله الأب وما قالته الأم.