العلماء يتوقعون زيادة حرائق الغابات وتلوث الهواء.. «حياة البشر مهددة بتغير الطقس»
كتب: سماح غنيم
نشرت دورية "ساينس" العلمية دراسة وجدت أن الاختلافات قصيرة المدى في عوامل الأرصاد الجوية الرئيسية هي عوامل تحفز حرائق الغابات الشديدة، وأظهرت أن الدخان الناجم عن حرائق الغابات يمكن أن يغير الطقس ويجعل الحرائق أكثر تدميرا.
نموذج للأرصاد الجوية:
استخدم الباحثون في الدراسة نموذجا مقترنا للأرصاد الجوية والكيمياء ومجموعات بيانات الرصد ووجدوا أن الاختلافات القصيرة المدى في عوامل الأرصاد الجوية الرئيسية مثل الرطوبة وسرعة الرياح وهطول الأمطار هي عوامل تحفز حرائق الغابات الشديدة، مؤكدين أن الآثار المدمرة للدخان الناجم عن حرائق الغابات الكبيرة ستؤثر على أنماط الطقس في مناطق بأكملها.
وقال الباحثون إن حرائق الغابات الشديدة تهدد حياة البشر ونوعية الهواء والنظم البيئية، حيث أظهرت البيانات الناتجة من دراسة الآثار الشاملة للحرائق الشديدة في أنظمة المناخ المسماة مناخ البحر الأبيض المتوسط، والرياح الموسمية في الساحل الغربي للولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا.
ووجدوا أن التأثيرات الإشعاعية للدخان يمكن أن تعدل الرياح القريبة من السطح، وتتسبب بجفاف الهواء، وهطول الأمطار، ومن ثم تفاقم تلوث هذا الهواء من خلال تعزيز انبعاثات الحرائق وإضعاف تشتت الدخان، حيث تتفاعل حرائق الغابات مع الدخان وحالة الطقس بطريقة تؤدي إلى زيادة تلوث الهواء.
كيفية زيادة حرائق الغابات وتلوث الهواء:
توصل فريق الباحثين بالدراسة إلى عدة نتائج تشرح كيفية زيادة حرائق الغابات وتلوث الهواء وهي:
- الدخان المتصاعد من النار يكون شديدا ويؤدي إلى تعتيم الشمس، ما يسبب خفض إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 30%.
- الآثار المدمرة للدخان الناجم عن حرائق الغابات الكبيرة تؤثر على أنماط الطقس في مناطق بأكملها.
- عندما يغطي الدخان على النار يخلق طبقة سميكة وكثيفة من السخام المجهري الذي يحبس الحرارة ويمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض، وهذا المزيج من الجو الحار والأرض المظللة يخلق طبقة حرارية غير مستقرة.
- مع تصاعد الدخان الساخن بسرعة على طول جبهة النار العريضة، يجتذب الرياح القوية التي تهب من الشرق، وتغزو النار المتصاعدة، ما يؤدي لإنتاج مزيد من الدخان.
- يؤدي ذلك إلى تكوين أنماط مناخية جديدة تتسبب في تكثيف الرياح، وتجفيف الأرض الموجودة تحتها وزيادة إشعال النار.
