Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

مريضة «إيدز» لـ«العاصمة»: زوجي نقل لي المرض.. والمجتمع يعتبرني مجرمة

 كتب:  رحاب جمعة
 
مريضة «إيدز» لـ«العاصمة»: زوجي نقل لي المرض.. والمجتمع يعتبرني مجرمة
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عقد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، اليوم، اجتماعًا مع عدد من المسئولين المعنيين بتنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز، ووجها بتكثيف حملات التوعية الصحية للمواطنين  بالمرض وطرق الوقاية من العدوى، وكذلك التوعية بأهمية القضاء على التعامل السلبي والتمييز المرتبط بفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز».

وفي هذا الإطار تواصلت «العاصمة» مع رباب «اسم مستعار»، السيدة الأربعينية التي تعاني من مرض نقص المناعة البشرية، لرصد رحلتها الصعبة مع المرض على مدار عشرين سنة عمر إصابتها بفيروس «الإيدز» لنطلع على الحياة السرية التي يعيشها مرضى الإيدز في مصر.

تذكرت «رباب» ما قبل إصابتها وصوتها يميل للحنين لتلك الفترة التي وصفتها بالراحة فقالت: «كنت بخرج براحتي وبقابل الناس براحتي وبتعامل مع كل الناس القريبة مني بطبيعية، كنت لما اروح اي مستشفى أو اعمل أي تحليل مكنتش ببقى مكسوفة ولا الناس بتقرف مني وبيخافوا زي دلوقتي، أنا حاليا عايشة لوحدي الناس خايفة مني».

توقفت للحظات ثم استعادت تفاصيلًا عن بعض المواقف الصعبة لما بعد إصابتها فقالت: «بعد ما عرفت أن عندي الإيدز الوضع اتغير تمامًا، الناس بقت تخاف مني، فقدت حلم أني ابقى أم، جوزي مات من كتر اليأس، اي مستشفى كنت بدخلها بيطردوني».

بدأت رحلة عذاب رباب من بداية اكتشافها إصابتها بفيروس الإيدز، وذلك بعد اعتراف زوجها لها بإصابته بعد عودته من سفره بالخارج، فتقول: «كنت لسه مكملتش سنة على جوازي، وفجاة جوزي تعب تعب شديد وكل ما أقوله نكشف يرفض، وبعد فترة من مرضه ساءت حالته، واعترف لي بأنه رافض يأخذ العلاج علشان حاسس بيأس».

غمامة سوداء نزلت على عيني رباب، تقول لـ«العاصمة» أنها في ذلك الوقت صدمتها كانت كبيرة، فقط كانت تشعر أنها ستموت على الفور لتأكدها من انتقال العدوى لها من زوجها، مشيرة إلى أن مرض زوجها لم يشغل بالها بقدر ما كانت تفكر في نتيجة التحاليل التي أجرتها لتتأكد من إصابتها، وتضيف: «3 شهور عايشة في سواد على أمل إن ربنا ينجدني ومتعيديش منه، ولكن للأسف اتعديت، وقتها حاولت أموت نفسي لكن عرفت أني حامل.. وكأن ربنا عاوزني اتمسك بالحياة علشان حلم الأمومة اللي كان نفسي أحققه، بعدها تواصلت رباب مع وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، وهناك علمت بالمرض وطرق العلاج وكيفية التعامل مع الناس، وكيفية التعامل مع الطفل القادم».

«دبت الروح فيا من جديد»..هكذا وصفت رباب حالتها فور علمها بإمكانية حماية مولودها من انتقال الفيروس له، فتشير إلى أنها التزمت بتناول أدويتها وتناول طعام صحي حتى تحافظ على ذلك المولود الذي كان يشغل كل تفكيرها عن صدمة إصابتها والتعامل مع من حولها، ولكن من ناحية أخرى كان زوجها حالته تسوء بشكل كبير إلى أن توفي قبل في الشهر الخامس من حملها.

تعود حياة رباب للظلام والحزن مرة أخرى وتلك الأزمة تسببت في النهاية بفقدانها جنينها، الأمر الذي تسبب في القضاء عليها واستسلامها لفترة كبيرة لفيروس الإيدز الذي كاد أن يستحوذ عليها، ولكنها بعد فترة كبيرة عادت مرة اخرى للحياة تحاول من جديد خلق فرصة تمكنها من تحقيق حلم الأمومة الذي أصبح الأمل الوحيد لها في الحياة.

تعرفت رباب على شاب غير مصاب ونشأت بينهما قصة حب، وسرعان ما تطور الأمر وطلب الشاب منها الزواج فصارحته بمرضها، وهو ما ظل عائق بينهما لفترة طويلة، ولكن عندما علم الشاب أنه بإمكانه الزواج منها دون أن يتعرض للعدوى اتخذ الخطوة، وتقول رباب إنها شعرت بأن الله عز وجل يعوضها عن الحياة التي عاشتها.

ظلت رباب لمدة عشر سنوات تعيش حياة هادئة مع زوجها لا ينغص عليها شئ سوى خروجها من المنزل والتعامل مع أشخاص لديهم علم بإصابتها فتقول: «محدش كان يعرف خالص أن عندي الإيدز، بس للأمانة لو تعبت وروحت مستشفى كانوا بيعاملوني كأني حشرة، بيقرفوا مني وبيخافوا وأوقات كتير كانت بتوصل للطرد، علشان كده حياتي كانت جوزي وبس، وقرار الخلفة اترددت كتير قبل ما اخده بسبب خوفي من المستقبل والطفل اللي هيجي خفت يعاني زي ما انا بعاني لو اتصاب، ولكن في النهاية قبل ما أكبر  في السن وفرصتي في الخلفة تروح قررت ابقى حامل والحمد لله ربنا كرمني».

وبصوت حزين مخنوق بالدموع تقول رباب: «ملحقتش أفرح، كنت أخدت على الإهانة واستحملت كتير قوي لحد ما مستشفى وافقت تولدني، وقتها كانت مستشفى خاص ودفعنا فلوس كتير جدا، كنت المفروض أولد قيصري علشان تقليل فرصة العدوى لبنتي، وكان فيه دوا المفروض بنتي تاخده في أول ساعة من الولادة الدكتور نسيه، وبنتي للاسف اتنقلها المرض».

وتضيف رباب أنها كانت تتحمل في الماضي أن يكون منزل الزوجية هو عالمها الوحيد حتى لا تتعرض للتنمر أو الإيذاء النفسي ممن حولها، ولكن الآن بسبب عدم تقبل المجتمع لمرضى الإيدز فطفلتها الصغيرة ستعيش حياة بائسة».

وفي نهاية حديث رباب قالت أنها تتمنى أن تقوم الدولة بحملات توعية كثيرة في المجتمع لتحثه على عدم التمييز للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز» حتى يعيش المصابين به حياة عادلة ومنصفة.