Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أحمد حسني يكتب: أنا من البلد اللي فيها الأهلي

 كتب:  أحمد حسني
 
أحمد حسني يكتب: أنا من البلد اللي فيها الأهلي
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

حقق النادي الأهلي المصري، بطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة الحادية عشرة، بعد فوزه بمجموع المباريات على الوداد المغربي، وهو انتصار جديد للكرة المصرية التي تواجه الأزمات المتكررة، والتي لا تكاد تخرج من نقرة لتقع في دحديرة.

خرج الأهلي منتصرًا ليس في البطولة الإفريقية المفضلة لديه ولدى جماهيره فحسب، بل خرج منتصرًا بإدارته التي صممت على البناء السريع، في وقت ظن البعض أنهم رفعوا الراية البيضاء بعد هزيمتهم في الدوري المصري السابق ودوري أبطال إفريقيا.

فن إدارة الأزمات 

قرر مجلس إدارة الأهلي تجميد اللاعبين، واللعب بالناشئين والتنازل عن التتويج ببطولة الدوري، ومعاقبة اللاعبين وعرض بعضهم للبيع، وإنهاء التعاقد مع المدير الفني، بيتسو موسيماني، لتعتقد بعض الجماهير أن الأهلي دخل في دوامة الخلافات الداخلية، لكن هذا وإن حدث مع فرق كبرى في الدوري فإنه لا يحدث مع الأهلي.

لم يمكث الأهلي كثيرًا في هذه المتاهة، التي دخلها غيره من الفرق الكثير ولم تقم لهم قائمة، وانتفض سريعًا، بفضل أبنائه المخلصين الذين يعملون دومًا في صمت، ولا تسمع لهم همسًا.

مدرسة الأهلي

في مشهد لا يحدث في الكرة المصرية إلا في مدرسة الأهلي، حضر رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب إلى ستاد مركب محمد الخامس في العاصمة المغربية، وبعد الفوز لم يذهب إلى منصة التتويج لـ«ركوب» المشهد، بل ذهب إلى صفوف الجماهير ليفرح معهم.

أوفد الخطيب رئيس البعثة حسام غالي، ليسلم الميداليات للفريقين، في إشارة إلى جيل جديد قد بدأ في تسلم مقاليد إدارة النادي في الفترة المقبلة، بعد عصر الخطيب.

الأهلي دومًا بالنسبة لجماهيره وجماهير منافسيه خارق للطبيعة، ولا يأمن أحد مكره أبدًا، فهو الذي يبدو جريحًا أو مهزومًا، قادر على تحويل حياة منافسيه إلى جحيم تام، بل وقادر على امتطائهم والخروج عن طريقهم من كبوته، وتحويلها إلى انفراجة هائلة.

يعلم الجميع في أرجاء مصر قيمة الأهلي، وقيمة أبنائه وقيمة إدارته، التي يشبهها البعض بالإدارة الأمريكية، التي مهما مر عليها من رؤساء لكن يبقى النظام الأساسي للدولة قائم، ومستمر.

تعاقد الأهلي مع اللاعب حسين الشحات في صفقة، قيل أنها الأضخم في تاريخ الكرة المصرية وقتها، وشكك البعض على قدرة اللاعب على فعل شيء، وبالفعل لم يحقق الشحات ما كان مرجوًا منه في البداية، ولكنه الأهلي القادر على صناعة النجوم، أعاد اكتشاف اللاعب مرة أخرى ليصبح ركيزة أساسية في الفريق، ويحقق له الفوز مرات ومرات.

نعم.. ظن البعض أن أزمة اللاعب كهربا عصفت به، وأن حياته الكروية قد انتهت، لكن مهلًا.. إنه في الأهلي القادر على امتصاص الصدمة مهما كانت قوتها وتحويلها إلى قوة دفع مهولة، فرأينا كهربا يتألق وينهي لقاءات وصفت أنها صعبة، لكنه الأهلي الذي لا يصعب عليه شيء.

 نعم.. خسر الأهلي من صن داونز بالخمسة، وهلل المنافسون، وراهنوا على صن داونز وأعلنوها صراحة.. «سنشجع صن داونز»، لكن أين صن داونز وأين الأهلي الآن؟!.

من حظ جيل المشجعين الحالي مهما كانت انتماءاتهم أنهم عاشوا ورأوا الأهلي وهو يحقق المستحيل، ويؤكد دائمًا أنه فريق من «كوكب تاني» .

الأهلي لم يفز أبدًا بضربة حظ، بل بالمجهود والتعب والعرق والكفاح المستمر جيلًا من بعد جيل، ومن حق جماهيره أن تفرح أنها تشجع هذا الكيان الذي لا يضاهيه أي كيان آخر في أي عالم.

عاش الأهلي بمجده وجماهيره، وحصد المزيد من البطولات، وعلى المنافسين أن يتعلموا في مدرسة الأهلي، فهي المدرسة الحقيقة لتعلم فن الإدراة، ومواجهة وإدارة الأزمات، والبحث في المحن عن المنح.

وعلى الجميع أن يعلموا.. رغم زملكاويتي الشديدة إلا أني فخور بما حققه الأهلي، وأقولها بملء فمي: «أنا من البلد اللي فيها النادي الأهلي».