Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

الورطة الفرنسية والحمى الإفريقية

 كتب:  ياسر دياب
 
الورطة الفرنسية والحمى الإفريقية
قائد انقلاب الغابون
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بعد الانقلاب العسكري في الجابون بفعل حمى الانقلابات الإفريقية التي تعصف بمجموعة من الدول فى الغرب الإفريقي التي كانت تشكل ساحة رئيسية للنفوذ الفرنسي في القارة السمراء، بما يعمق التحديات التي تواجهها باريس في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم بما تحتويه من ثروات هائلة، لا سيما فيما يخص المواد الأولية والمعادن.

أصبح سؤال "الاستقلال" هو المطروح وبقوة ...

هل جاوزت إفريقيا ودول المستعمرات القديمة عصر تبعيتها؟! 

وهل انتهى عصر التنافس على تلك المستعمرات وتقاسم ثرواتها بين دول الإستعمار القديم (فرنسا وبريطانيا وإيطاليا) وبين الإستعمار الجديد (روسيا والولايات المتحدة) وبين"التنين الصيني" الذي يزاحمهم بقوة في القارة السمراء الغنية بالموارد..؟!

ما لا تنكره عين مبصرة ومنصفة ،أن الشواهد تشير إلى عكس ذلك، فالإعتماد الغربي على موارد الأفارقة لا تنتهى، والتسلط على مقدرات شعوبهم، وتدخله في شئونهم الداخلية، بل فرض وسائل إدارة تضمن خضوعهم لها، وناهيك عن قواعدها العسكرية المنتشرة بطول القارة وعرضها. 

في اختبار للديمقراطية الغربية وما تتشدق به من حقوق الشعوب في تقرير مصائرها.

إن الانقلابات العسكرية المتتالية في منطقة الساحل والصحراء ستلقي بفرنسا من النافذة الإفريقية ولتذهب فرنسا بعقليتها الاستعمارية الاستعلائية المتصلبة إلى الجحيم!

يبدو أن الجيوش الوطنية الإفريقية وهي الوريث الشرعي لحقبة الاستقلال الوطني ومرحلة ما بعد التحرر، لم تجد نفسها في تحرر فعلي يضمن لبلدانها سيادتها وسيطرتها على مواردها، وأن ثروتهم تذهب إلى خزانة "الجنرال الأبيض" يدير بها ماكيناته الصناعية خلف البحار، في حين أنهم يزدادون فقرا.

يبدو أن إفريقيا قررت خلع آخر ما تبقى على جسدها من ثياب الاستعمار، سواء نجح الانقلاب في الجابون أم لم ينجح، لا سيما وجود مؤشرات دالة على تشجيع فرنسا للضباط بعد تجاه حليفها (على بونجو) نحو تحالف استثماري مع الصين، ومهما كان من يقف خلف كواليس الحركات الانقلابية التي تغير خريطة اللعبة في الغرب الإفريقي (ربما أمريكا مثلا التي تحاول فرض موضع قدم لها هناك حيث النفط واليورانيوم والمنجنيز) ،ومهما بلغت حجم الخسائر الفرنسية فى أفريقيا فإننا أمام "قيامة أفريقية" يحركها ضباطها وتسندها دعوات شعبية للتحرر .

لصالح من؟ وإلى ماذا تنتهي؟ ...هذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع، وربما الساعات القادمة، مع العلم أن فرنسا ستدافع باستماته على هيمنتها التي تمتد من القرن السابع عشر إلى الآن.

حفظ الله بلادنا وجنبها الفتن