Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

ميسون طارق تكتب : لعبة التكنولوجيا «المتحرش و المنبطح والمرتعش»

 كتب:  إسلام أبوخطوة
 
ميسون طارق تكتب : لعبة التكنولوجيا  «المتحرش و المنبطح والمرتعش»
ميسون طارق
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

لا أخفي اعجابي بمسلسل (صوت وصورة) للسيناريست (محمد سليمان عبدالملك ) الذي تطرق الي عالم مرعب من الزيف والتضليل باستخدام التكنولوجيا الرقميه والذكاء الاصطناعي وجنون السوشيال ميديا ..

ومن خلال الاحداث فضح المسلسل  
هذا المجتمع المنقسم خلف وجهين ..
وجه متدين بطبعه..
ووجه يمارس الرذائل بالخفاء..

في العقد الاخير ..
اصبحت جرائم الاعتداء علي الحرية الشخصيه والتحرش والتشهير الالكتروني منتشره بانتشار الموبايلات..
وما بين عدة حالات انتحار لفتيات تم الاعتداء علي حريتهن بتصويرهن في الخفاء وصولا الي الى المساومه والابتزاز من قبل الجاني ..
نلمس مجتمعا فاشي يمارس اعتداء اخر علي الضحايا بلا قانون يردع  ..

لقد هالني الموقف المجتمعي من الطرفين (الجاني والمجني عليها )في قصايا التحرش والاعتداء علي الحريه الشخصيه والتشهير
فبينما نجد العالم يعيش تحولات جذريه واعادة صياغه للقوي 
فان مجتمعنا المصري ما ال مشغولا بخوض معركة مبررات واسباب وتستر علي من يمارسون البلطجه الالكترونيه منتهكين الحريات الشخصيه واجساد الفتيات بتصويرهن خلسه..

لم يخل اي مجتمع علي مر العصور من الاراذل قط ..
لكن الرذيله الحقيقيه هي قدرة بلطجيه الرذيله علي المجاهرة بسوقيتهم  بتشجيع من المنبطحون ..
والارذل انهم حين يجاهرون فانهم يجدون غطاء شرعيا وحمايه لوضاعتهم من قبل اصحاب القرار المرتعشون ..
حيث يظل الجانب الاعظم دائما علي كاهل اصحاب القرار المكلفين بتسييد القانون علي الجميع..
فهم وحدهم المسؤولون عن وقف هذه الهمجية والعشوائيه ..

الحقيقه اننا نكاد نكون المجتمع الاوحد الذي يجرؤ علي تبرير التحرش باشكاله ..
بل وان نلبس المتحرش ثوب الفضيله التي (كادت ان تودي بها الضحيه) اما بسبب ملابسها او كلامها وصولا الي وايه يعني غلطه وتعدي يعني هنسجنه!!!

ونتاجا لهذا العقل الجمعي السوقي اصبح لدينا بيئه خاضعه للتحرش وتبرره وتخلق الف مبرر للمتحرشين لاستباحة اى انثى ..

ان الصوابيه العالميه الان تنتهج سياسات تمنع الاساءه للحريات الفرديه باشكالها..
بينما نجد الصوابيه في مصر تمجد الانتهاك وتحميه من النقد برعاية المنبطحين والمرتعشين..
لم تعد معايير الجداره بيننا معاييرا ثقافيه بل اصبحت تزتبط بمن هم اكثر قدره علي الانحراف والردح ..
ومن نفايات هؤلاء المنحرفين المتحرشين  سوف يتم انتاج اجيال اكثر مرضا وقبحا وانحرافا ..

نحتاج الي منظومه اخلاقيه حقيقيه وان نتوقف عن ايجاد مبررات للجرائم الشخصيه وخلق متحرشين برعايه مبرراتنا..
يجب توصيف جرائم الاعتداء علي الحريات من تصوير او تسجيل وخلافه توصيفا حقيقيا صحيحا ..
ان  اندساس باشباه وانصاف مدعي الثقافه  بين الكوادر التنويريه وامتلاء الفن والاعلام والادب بطيور الظلام ساعد علي تصدير مشهد غوغائي منحرف للمجتمع عن الفكر والثقافه والفن..

يجب الا ننبطح بالطبطبه علي المتحرشين من السرسجيه والرعاع والبلطجيه لان ذلك يزيدهم توحشا ويستبيح شرف بناتنا ..
يجب ان يتوقف صناع القرار عن دعم صناعة المتحرش بحماية المتحرشين واعادة تصديرهم للمجتمع باستخدام المبررات والتقيه وسلاح الستر ..

وفي النهايه ..
لا أجد مبررا لاشخاص تعاطفوا مع متحرش او مدوا له يد العون للافلات بجريمته الا اذا كانو قد توحدو معه في الفعل ويرون فيه انفسهم..

اقرأ أيضا..

السيناريست الكبير عبد الرحيم كمال يكتب: «التصفيق للأوهام»