Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أبطال الداخلية في مواجهة مستريح سرق مليار جنيه.. تفاصيل العملية الأخيرة لـ«شهداء الواجب» بأسوان

 كتب:  رجب يونس
 
أبطال الداخلية في مواجهة مستريح سرق مليار جنيه.. تفاصيل العملية الأخيرة لـ«شهداء الواجب» بأسوان
مفتش الأمن العام واللواء محيي
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

شاب في العقد الثالث من عمر اشتهر في قريته باسم "مصطفى البنك"، نسبتاً لاستحواذه على كم كبير من الأموال التي تحصل عليها من عمليات النصب المستمرة، وإيهامهم أنه سوف يخرجهم من ظلمات الفقر إلى نور الثراء السريع، فلم يكن طريق النصب الذي اتبعه المتهم تقليدي بل إنه وليد الساعة وهو شراء مواشي من الأهالي دون أموالا، بل كان يطلب منهم ترك المبلغ لفترة 21 يومًا ليحصلوا عليه مضاعفا من الأرباح بعد تشغيلها.

بدأ الشاب الذي عرف مؤخراً، بـ"مستريح المواشي" نشاطه الإجرامي عام  2021، بعدما أخبر أهل قريته التي تضم عدد كبير من الأهالي أنه ابتكر فكرة جديد وأنه سيقوم بتشغيل الأموال بطريقة جديدة ومكسب كبير لمن يريد من الأهالي الانضمام معه، وسيردها لهم بعد 21 يومًا مضاعفة، كانت الحيلة مقنعة بالنسبة لهم، حيث أنه لم يحصل على أموال نقدية بل كان يتحصل منهم على المواشي، وإقناعهم بردها أموالا مضاعفة.

استمر المتهم في نشاطه الإجرامي لمدة عام كامل دون رد المبالغ إلى أصحابها حتى استحوذ على "مليار جنيه"، خلال 45 يوما قبل القبض عليه، مما أثار الغضب في قريته "أدفو" حينما قدم لهم العديد من الوعود التي لم تنفذ بعد، بلاغات متعددة لرجال الأمن في المحافظة، حتى استطاعت الأجهزة الأمنية من مداهمة مكان اختبائه في بطن الجبل بمركز أدفو محافظة أسوان بمأمورية كانت تحت قيادة اللواء منتصر عبد النعيم، وكيل الإدارة العامة للأمن والتحريات بوزارة الداخلية، واللواء أحمد محيي، مساعد منطقة جنوب الصعيد لقطاع الأمن والقبض عليه خلال ساعات من انطلاق المأمورية.

ولكن القائدان لم يعودا مرة أخرى إلى منزليهما عقب انتهاء العملية التي لم تستغرق الكثير في يد العقلين الكبيرين المخططين لها، لتكتب نهايتهما أثناء عودتهما من تلك العملية، إذ انفجر إطار السيارة التى تقلهم، وبرفقتهم مجندين، لتنقلب بهم السيارة، ويستشهد  اللواء أحمد محيي، مساعد منطقة جنوب الصعيد لقطاع الأمن، والمجند أحمد صديق، والمجند سعودي شعبان.

لم تكتمل الفرحة بنجاح العملية والقبض على المتهم، حينما انتشر خبر استشهاد القادة المخططين لتلك العملية في حادث انقلاب السيارة التي يستقلونها، ليعم الحزن على زملائهم وقيادات الوزارة، والشعب المصري بأكمله، حيث أنهما عرفوا بحنكتهم في العمل والتخطيط السليم لضبط العناصر الإجرامية الخطرة، خلال مسيرة عملهم الطويلة وحبهم لعملهم والتفاني به، والمعاملة بالحب واللين مع زملائهم من الكوادر الشبابية في وزارة الداخلية.

لم يكن الحزن في تلك الليلة المشئومة، على رجال شرطة فقط، بل ساد الحزن في أرجاء محافظة أسوان، وتجمع الأهالي أمام مشرحة «إدفو» في انتظار خروج جثامين شهداء الشرطة في الحادث الذي عرف إعلاميًا باسم «حادث مستريح أسوان»، حيث يتم نقل جثمان «اللواء منتصر عبد النعيم» إلى محافظة قنا، بينما يتم دفن جثمان «اللواء أحمد محيي» في مسقط رأسه بمحافظة المنيا، وبالنسبة للمجندين جار نقل «أحمد صديق» إلى سوهاج ، بينما جثمان المجند «سعودي شعبان» فهو من سكان مركز إدفو بمحافظة أسوان.