أم تضع مولدها وتتركه وأطراف جنين يُعيد الروح لـ الأب المكلوم.. حكايات أسفل أنقاض تركيا وسوريا

مشاهد تسُطر في كتاب التاريخ كُتبت بحبر الدم.. قصص تضرم لها القلوب حزنًا.. أحجار متهالكة هنا وهناك وأسفلها بقايا أُناس كانت إرادة الله أقوى ليعطيهم فرصة أخرى للحياة، وبجوارهم ذويهم ينظرون إليهم بعين الحسرة تارة، وعين الشكر لله تارة أخرى.

أب يقبض بيديه أطراف فلذه كبده الصغير.. وآخرون يعيشون على أمل استخراج ما تبقى لهم من الأسرة.. مشاهد مأساوية كثيرة هزت قلوب العالم جراء زلزال تركيا وسوريا. 

أب رفض يترك طفلته الميتة تحت الأنقاض وظل يمسك يديها

التقطت عدسة كاميرا وكالة "فرانس برس" صورة مؤثرة لأب تركي يدعى مسعود هانسر، الذي رفض يترك يد ابنته الميتة تحت الأنقاض، وظل بانتظار فرق الإنقاذ لانتشالها.

وضحت تلك الصورة حالة الحزن الكبيرة التي ظهرت على ملامح وجه الأب، والتي سيطرت على تفكيره وأفقدته الشعور ببرودة الطقس وجعلته يأبى ترك ابنته تحت الأنقاض وحدها رغم أنها متوفية.

أم تضع طفلها تحت الأنقاض وتفارق الحياة بعدها

في مشهد اقشعرت له الأبدان انتشل عمال الإنقاذ رضيعة بأعجوبة وضعتها والدتها تحت الركام، وظلت تلك الفتاة متصلة بالحبل السري بوالدتها التي رحلت عن عالمنا بعدما دمر الزلزال منزلها.

ولدت تلك الصغيرة وسط الركام وفي نفس اللحظة فقدت أسرتهم بالكامل حتى والدتها التي ظلت مربوطة معها من خلال الحبل السري، ووالدها الذي كان بجانبها وأشقائها الأربعة وعمتهم أيضًا.

وفي وصف هذا المشهد المهيب قال خليل السوداي قريب للعائلة: " كنا نبحث عن أبو ردينة (خليل) وعائلته، وجدنا أولاً شقيقته ثم عثرنا على أم ردينة وكان هو قربها، سمعنا صوتاً عندما كنا نحفر، فنظفنا التراب لنجد الطفلة مع حبل السرة، قطعناه وأخذها ابن عمي إلى المستشفى".