الروائي الكبير نعيم صبري يكتب: نجيب محفوظ نموذج إنسانى فريد
كتب: العاصمة
الأستاذ نجيب محفوظ نموذج إنسانى فريد. ساس حياته بعقلانية فائقة واستمتع بها. أصيب بمرض السكر (السكرى) مبكرا فتقبل الأمر وتحكم فى عاداته الغذائية بصرامة، لدرجة أنه لم يحتَج إلى العلاج بالإنسولين واستمر فى العلاج بالأقراص كمبتدئى الإصابة بالمرض، وواصل الاستمتاع بعمله وحياته.
أثر السكر على سمعه فضَعُف، قبل الأمر وعالجه بسماعة لإحدى الأذنين ثم واصل الاستمتاع بعمله وحياته. انتهى الأمر مع مرور السنين فأثر السكر على العصب البصرى، ضعف نظره ضعفا متواصلا حتى كادت أن تكون الرؤية منعدمة.
تقبل الأمر فاستعمل عدسة مكبرة لقراءة الجرائد، اكتفى بعدها بقراءة العناوين المكتوبة بفونط كبير ثم اكتفى أكثر بقراءة من يتيسر من المعارف والأصدقاء للممكن مما يتمنى قراءته، وواصل الاستمتاع بعمله وحياته دون ضجر.
تعرض للإصابة فى حادثة الطعن فأصيب عصب يده اليمنى وعجز عن استعمال أصابعه وكفه، واصل التدريبات والعلاج الطبيعى لعشر سنوات لتعود الحركة لكفه وأصابعه فبدأ التدريبات المستمرة على الكتابة لسنوات، وكان فى قمة السعادة عندما تمكن من كتابة اسمه.
ابتكر قالب الكتابة الذى يناسب حالته فكتب الأحلام، بيده أولا ثم أملاها عندما أصاب الإجهاد يده العليلة مع مرور الزمن.
اكتفى وسَعِد بالأحلام القصيرة وهو المعتاد والمبدع للرواية عبر سنوات عمره، وواصل الاستمتاع بالممكن وهو يبدع ويثمر حتى نهاية العمر الذى منحته له الحياة.