Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

الأديب الدكتور سامح الجباس يكتب: «هل هو عام الكاتبات المصريات؟».. الجزء الأول

 كتب:  العاصمة
 
الأديب الدكتور سامح الجباس يكتب: «هل هو عام الكاتبات المصريات؟».. الجزء الأول
الأديب سامح الجباس
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

هناك كاتبات يفرضن أنفسهن على الوسط الثقافى بحضورهن الشخصى لكل الفاعليات والندوات وملاحقة النقاد والصحفيين دون أن يكون إبداعهن جيداً أو مناسباً لتلك المكانة التي يرغبن أن تحتلها رواياتهن جرياً وراء أوهام: (الأكثر مبيعاً)  أو (الأكثر متابعة وريفيوهات)، وكل هذه التخاريف المرضية التي أصابت عقول (معظم الكتاب الشباب عامة).

 
وهناك فئة أخرى – قليلة – من الكاتبات اللاتى يمتلكن (مشروعاً إبداعياً) يحفرن له فى الصخر – عبر سنوات – حتى يصل إبداعهن إلى ما يستحقه من تقدير من القراء والنقاد.

ويبدو أن سنة 2023 أرادت أن تكافأهن على هذا الجهد والمشوار الإبداعى فبدأت الأضواء – متأخرة للأسف – فى التسليط عليهن.

وأنا شخصياً سعيد جداً بهذا التألق والنجاح الذى تأخر عليهن كثيراً، وقد اخترت منهن: (الأبرز من وجهة نظرى) دون ترتيب مقصود:

• الكاتبة رشا عدلي: 

ربما لم يلتق الكثير من القراء بشكل شخصى معها، لكنها استطاعت فى السنوات الثلاث الأخيرة أن تفرض نفسها – بقوة – على الساحة الأدبية عن طريق رواياتها فقط.


رشا عدلى كاتبة مختلفة عن مثيلاتها فهى كاتبة (تبحث) في (خفايا التاريخ)، ولا تكرر نفسها مثل بعضهن اللائى يلهث القراء خلفهن.


فمن يعرف بأمر الزرافة التي قرر محمد على باشا أن يهديها إلى ملك فرنسا شارل العاشر لنيل رضاه واستمالته فى صفه لولا أن قرأنا روايتها  (آخر أيام الباشا)؟
ط

وجاء تتويج روايتها (أنت تشرق .. أنت تضىء) بجائزة كتارا للرواية العربية عن جدارة لهذه الرواية الهامة التي تبحث – بشكل علمى معاصر وتاريخى أيضاً عن أسرار الشخصيات المعروفة بوجوه الفيوم.


هذه كاتبة تستحق أن تقرأ (كل رواياتها) بشكل أكبر، وأنا أشعر بالاستغراب أمام هذا الكم القليل من الدراسات النقدية الجادة التي تتناول أعمالها.


• الكاتبة ضحى عاصي:

هذه كاتبة لا تعنيها الأضواء، تبنى عالمها الروائى فى هدوء وبخطوات ثابتة، وهى لا تكرر نفسها  فأنت معها في رواية (104 القاهرة) ستعيش مع انشراح السيدة الشعبية الفقيرة فى عالمها الذى يطل ويتلامس مع عالم الطبقات الأعلى منها.


ثم في رواية (غيوم فرنسية) سترحل معها لتصاحب المعلم يعقوب (الخائن ؟؟) أثناء الحملة الفرنسية، بعدها عليك الرحيل معه إلى الاتحاد السوفيتى في رواية (صباح 19  أغسطس)، ولا نعرف إلى أين ستأخذنا فى الرواية القادمة.


ضحى عاصى كاتبة خاصمتها الجوائز المصرية التي تذهب إلى (الشلل / ورفاق المقاهى والبارات) فى الأغلب.  لكنها فازت باحترام القراء والنقاد معاً.


• الكاتبة رضوى الأسود: 


هذه روائية تحارب وحدها.


تنتقل فى كل كل رواية بين ناشرين معظمهم لا يعرفون قيمتها الأدبية، لذلك تجد أعمالها موزعة على الكثير من دور النشر، لكن يبدو لى أنها استقرت أخيراً مع ناشرين يعرفون قيمة ما تقدمه «رضوى».


هى كاتبة (متجددة) كتبت روايات اجتماعية – تاريخية – درامية تشويقية تمتزج بأدب الرحلات (خداع واحد ممكن) ورواية الديستوبيا فى (يونيفيرس)  وهى نوع نادر فى الأدب العربى.


رضوى كاتبة ارتفعت بمستواها عن الجوائز المصرية التي لا يستوعب محكميها (معظمهم أسماء لا ترقى أن تحكم فى جائزة للهواة فى إحدى الجامعات مثلاً)، لكنها ما زالت تتحداهم ... بالكتابة ... وستهزمهم.


• الكاتبة سهير عبد الحميد:

 
هى صحفية لا تكتب روايات لكنها تقدم كتباً تبحث فيها فى التاريخ بلغة جميلة وجذابة.


قرأت لها منذ سنوات كتابا عن القصور صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو موسوعة رائعة عن قصور مصر بذلت فيها الكاتبة جهدا غير عادي.


ثم قرأت لها كتابها (الإسكندرية من تاني) الذى تاه وسط إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة دون أن ينتبه إليه أحد.


ويبدو أن أوان الحصاد لمجهود سهير عبد الحميد قد حان فأصدرت كتابها الرائع (قوت القلوب الدمرداشية / دار ريشة للنشر) وهو من أهم وأمتع وأفضل الكتب التي ردت فيها الاعتبار لهذه السيدة العظيمة قوت القلوب.


وأيضا تلاها كتاب (سلسال الباشا / دار الرواق) الذى قدمت فيه الكثير من المعلومات الجديدة والنادرة عن أسرة محمد على باشا.


هذه باحثة تهوى التاريخ ( المنسى / المسكوت عنه ) تبذل جهداً كبيراً وتحترم القارىء وهى كاتبة تستحق أن تُقرأ وأنا شخصياً انتظر كتبها باهتمام كبير. 
......
للحديث بقية ....

________________________________

نقلا عن الصفحة الرسمية للأديب الدكتور سامح الجباس