Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

دينا ممدوح تكتب عن رواية «تحت ضغط الظروف» لـ أشرف الخمايسي

 كتب:  العاصمة
 
دينا ممدوح تكتب عن رواية «تحت ضغط الظروف» لـ أشرف الخمايسي
رواية تحت ضغط الظروف للكاتب أشرف الخمايسي
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
قرأتُ رواية «تحت ضغط الظروف» للكاتب أشرف الخمايسي.
لم أقرأ سابقًا للكاتب أشرف الخمايسي، ولكنني تعرفت على طريقة سرده في بعض منشوراته، وكنت متحمسةً لوضع أي من كتبه في خطة قراءتي وإن لم أستقر على عنوان منها حتى الآن.
منذ أشهر ظهرت أمامي رواية «تحت ضغط الظروف» بعد عملية الضغط التي تعرض لها بعض الأصدقاء بوصول الرواية لهم مع وجوب أن يعيشوا تحت الضغط لقراءتها، والكتابة عنها، في ساعات قليلة فقط. لم أفهم لماذا؟ هل الأمر له علاقة باسم الرواية فقط؟ أم له علاقة بأحداثها؟
وجدت الإجابة بعد قراءتها.
الرواية تحكي عن «فيفي»، المرأة الرومانسية بالغة الجمال، في وصف دقيق، استطاع الكاتب أن يعرفك من هي «فيفي»، ملامحها، وملابسها، وشكل منزلها، وأفكارها، وقراءاتها، ومن هو زوجها، وشكل حياتها معه، وحبهما، وعلاقتهما الحميمية.
و«كوكي» صديقتها الوحيدة، وجارتها في الوقت نفسه، والتي تتشابه معها في كل الصفات تقريبًا، ماعدا أن الأخيرة اجتماعية أكثر منها، ويمكنها خلق الحلول بشكل أسرع من «فيفي».
«فيفي» تختلف في عدم قدرتها على تكوين علاقات، وخجلها الذي يتناقض في بعض الأحيان مع مدى جرأتها في الكثير من التفاصيل الأخرى، وكأنها شخصين في واحد.
«إيمان غنام» اسم غير تقليدي لبطل الرواية الثاني، قليلًا ما يستخدم اسم «إيمان» لرجل، وخاصة في الروايات التي تعتمد على استخدام الأسماء المميزة، التي يمكن أن تلتصق في عقلك مع الأبطال، فتظل تتذكرهم لفترة طويلة، ولكنني أرجأت هذا الاختيار لرغبة الكاتب في جعل «إيمان» مختلفا في كل شيء.
حتى عند وصف الكاتب لهيئته الجسدية شعرت وكأنه مزج بين الكثير من المتناقضات لجعل هذا الشخص قبيح ومنفر فقط، ولكنه من أفضل الشخصيات التي تم رسمها في صفحات قليلة وبكلمات بسيطة، وحتى حواره مع «فيفي» أوضح الكثير عن شخصيته بشكل سريع، ولكن واضح، ومكثف.
فكرة أن تنقلب حياتك رأسًا على عقب، بكل ما في الكلمة من وضوح ومباشرة، هو أمر غريب، أن تنقلب حجرتك الهادئة الآمنة، التي تجلس فيها بحريتك، إلى أنقاض خلال لحظات فقط، هي رمزية في ذاتها، إن الحياة بأكملها يمكن أن تنقلب من الأمان للخوف، ومن السكينة للقلق.
انقلبت حياة "فيفي" و"إيمان" معًا، أبعد شخص عن خيالها يمكن أن تقرر مقابلته، ولكن القدر وضعها وجهًا لوجه معه، وكأنه يختبرها، أو لنقل يغير أفكارها، إن أكثر شخص رفضته هو الشخص الوحيد الذي سيمنحها الأمان، وسيتقبلها كما هي، بدون أي مجهود منها، إن كل آمالها التي بنت عليها حياتها هي في الحقيقة كذبة هدمت مع هذا الجدار الذي سقط فوق رأسها.
على الرغم من أن "حسام الدين" زوج "فيفي" لم يظهر إلا سردًا فقط، إلا أنك تستطيع بكل سهولة تخيل هيئته، وملامحه، ويمكنك معرفة أفكاره. الحقيقة يمكنني القول إنني، في نهاية الرواية، استطعت بكل سهولة أن أكرهه، وأحببت براءة "فيفي"، التي ربما شعرت في بعض الأحيان أنها مصطنعة.
الرواية، بالنسبة لي، يمكن أن تكون قصة قصيرة فقط، حتى أن الساعات التي قضتها "فيفي" و"إيمان" تحت الأنقاض لم يتم وصف تفاصيلها بدقة، ولكن السرد بالفصحى كان له حيز كبير جدًا في الرواية، ووصف الشخصيات جسديًا ونفسيًا أيضًا كان له نصيب الأسد، وعلى الرغم من هذا لم أشعر بالملل، ولكن إن طالت الرواية عن هذا ربما كان سيحدث. الحوار بالعامية، ولكن كان بسيطًا ومفهومًا، وكان هناك بعض الكلمات والتفاصيل في الرواية ككل لم أفضلها بشكل شخصي.
شعرت بالخوف حينما وصف الكاتب تأثير الزلزال المدمر الذي ضرب "مصر"، وكان له أثر تدميري على الكثير من المعالم القديمة المعروفة، مثل الأهرامات، وكأنها رسالة أن حتى الثوابت التي بقيت لآلاف السنوات يمكن أن تهدم بكل سهولة تحت ضغط الظروف.