Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

ميرنا القاضى تكتب: «معارك شهيرة خاضها الجيش المصري القديم.. دروس تاريخية»

ميرنا القاضى تكتب: «معارك شهيرة خاضها الجيش المصري القديم.. دروس تاريخية»
الدكتورة ميرنا القاضي الباحثة في علم المصريات والشرق الأدنى
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
على مدى آلاف السنين، اشتهر الجيش المصري بشجاعته وقوته العسكرية الاستثنائية، وأصبح رمزًا للأبطال والانتصارات العظيمة. إن تاريخ مصر القديمة يزخر بمجموعة مذهلة من الحروب التي تعكس روح المغامرة والتفاني والتكنيكات العسكرية المبتكرة للجيش المصري.
 
من بين هذه الحروب الشهيرة تبرز معارك مثل "معركة قادش"، التي وقعت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والتي شهدت قيام الملك رمسيس الثاني بقيادة جيشه المصري في مواجهة القوى الحثيثة العسكرية العظيمة بقيادة "موتلي" على أرض قادش في سوريا.
ورغم تعرض الجيش المصري لهجمات مفاجئة، من بعض حكام الولايات المعاديين لمصر والراغبين في الاستقلال والخروج عن سيطرة الدولة المصرية فأعد رمسيس الثاني جيشا قوامه ما يقارب 20000 مقاتل والتقى الجيشان في مدينة قادش وانتصر الجيش المصري.
ولكن بعد فترة عاد الحيثيون وأثاروا القلاقل  فحاربهم رمسيس واستمرت الحرب 15 عاما  حتى طلب ملك الحيثيين الصلح وتم توقيع معاهدة سلام بين الطرفين.محققًا بذلك انتصارًا استثنائيًا.

كما يجب أن نذكر معركة "ميجدو"، التي جرت في القرن الـ16 قبل الميلاد، حيث قاد الملك "تحتمس الثالث" جيشه المصري في معركة ضارية ضد قوى الآسيوية الغازية. استخدم الجيش المصري تكتيكات متنوعة، بما في ذلك استخدام الحصون والمصائد العسكرية، ونجح في تحقيق انتصار مهم يعزز سيطرة مصر على المنطقة وتأكيد قوتها العسكرية.
 
معركة توحيد مصر
 
معارك التوحيد جزء هام من تاريخ مصر القديمة. توحيد مصر تحت حكم الملك مينا موحد القطرين كانت عملية تهدف إلى دمج الممالك المستقلة في الشمال والجنوب لتشكيل مصر الموحدة.
 
قبل توحيد مصر، كانت هناك مملكتين مستقلتين: مملكة الشمال ومملكة الجنوب. كانت عاصمة مملكة الشمال هي "بوتو"، وعاصمة مملكة الجنوب كانت "نخب". وكان لكل مملكة شعار خاص بها، حيث كان شعار مملكة الشمال هو "نبات البردي"، وشعار مملكة الجنوب كان "زهرة اللوتس".
 
بعد أن استعد الملك مينا قواته وجيشه، أعطى إشارة لقواته بالهجوم على حاكم المملكة الشمالية. وبحسب الوثائق التاريخية مثل لوحة نارمر، يُذكر أن الملك مينا هزم حاكم الشمال وأنهى حكمه الفاسد، وبهذا تحقق توحيد مصر تحت حكم واحد.

معركة الليبو
 
معركة الليبو هي معركة تاريخية وقعت بين القبيلة الليبية القديمة المعروفة باسم الليبو وبين المصريين القدماء في منطقة الدلتا في مصر. تعود أصول الليبو إلى منطقة الجبل الأخضر، وكانوا يعتبرون جزءًا من الشعوب الليبية القديمة. يُعتقد أن اسم ليبيا نشأ من اسم هذه القبيلة.
 
في حوالي عام 1227 قبل الميلاد، سجل الملك المصري مرنبتاح من الأسرة التاسعة عشرة للدولة المصرية الحديثة نصره على اللوبيين وتحالفهم مع شعوب البحر. هذا النصر جرى خلال حرب استعادة السيطرة على الدلتا، حيث هاجمت الشعوب الليبية وشعوب البحر المنطقة بهدف الاستيلاء على الأراضي الخصبة في الدلتا والهروب من الصحراء.
 
من خلال نقش الكرنك، تم توثيق الانتصار الذي حققه الملك مرنبتاح على اللوبيين وحلفائهم. يُعتبر هذا النقش مصدرًا هامًا لفهم التاريخ القديم والصراعات بين الشعوب في تلك الفترة.

معركة دابور

معركة دابور هي واحدة من المعارك التي وقعت في عصر الفراعنة، وتحديدًا في عهد الملك رمسيس الثاني. وقعت المعركة في العام الثامن من حكمه، وتمثلت في حصار حصن دابور، الذي كان يقع في أرض نهرين.
 
في ذلك الوقت، كانت مملكة هالينجيبات أو ميتاني تحت حماية الحيثيين، وكانت تعتبر من أملاكهم. ولكن الملك رمسيس الثاني لم يفوت فرصة سقوط تلك المملكة في يد الآشوريين، فقد قام بمهاجمة الأراضي الواقعة شرقي حلب، بما في ذلك حصن دابور.
 
ونجح الملك رمسيس في الاستيلاء على الحصن، حيث رأينا قائد الحصن الحيثي يرفع الشعلة. رفع الشعلة كان يعتبر دليلاً على الاستسلام في المناظر الحربية المصرية في تلك الحقبة التاريخية.
 
معركة الدلتا
 
معركة الدلتا هي واحدة من المعارك الشهيرة في التاريخ القديم، وهي معركة بحرية جرت بين الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثالث وقوم البحر. يُعتقد أن المعركة جرت حوالي عام 1178 أو 1175 قبل الميلاد.
 
في ذلك الوقت، تعرضت مصر لغزو كبير من قبل قوم البحر، وهم مجموعة من الشعوب البحرية التي هاجمت السواحل الشرقية لدلتا النيل والحدود المصرية السورية. وبقيادة رمسيس الثالث، قام الجيش المصري بمقاومة هذا الغزو البحري.
 
موقع المعركة بالتحديد غير معروف، ولكنها جرت في المنطقة المحيطة بالسواحل الشرقية لدلتا النيل والحدود المصرية السورية. تم تسجيل تفاصيل المعركة على جدران معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو. هذا المعبد يعتبر من أهم المعابده في مصر القديمة ويحتوي على تمثيلات جرافيكية ونصوص توثق المعارك والانتصارات التي حققها رمسيس الثالث خلال حكمه.
 
معركة الدلتا تُعتبر أول معركة بحرية مسجلة في التاريخ، وقد أظهرت قوة وقدرة الجيش المصري في التصدي للتهديدات البحرية والدفاع عن بلادهم. تاريخياً، تعد هذه المعركة من أحداث مهمة في تاريخ مصر القديم وتعكس قدرة المصريين على الصمود والتصدي للأعداء.

معركة كيموخو
 
تمكن الملك نخاو الثاني عام 606 ق.م من السيطرة على مدينة كيموخو على الفرات بعد حصار دام أربعة أشهر، لكن نبوخذ نصر الثاني تمكن عام 605 ق.م، من هزيمته عند كركميش ولاحق فلول الجيش المصري حتى حماة وتابع سيره حتى الحدود المصرية. وقد حاول نبوخذ نصر بعد توليه العرش البابلي إخضاع سورية كلها للحكم الكلداني. وإلى هذا العصر تعود رسالة ملك عسقلان إلى الملك  المصري نخاو الثاني يطلب فيها المساعدة ضد نبوخذ نصر، وقد فكر  هذا الأخير بغزو مصر فالتقى عام 601 ق.م في معركة كبرى بالجيش المصري بقيادة نخاو عند الحدود المصرية تكبد فيها خسائر فادحة وعاد نبوخذ نصر بعدها إلى بابل خائباً

معركة طرد الهكسوس
 في معركة طرد الهكسوس، أظهر المصريون قوة وبسالة في مواجهة الغزو الهكسوسي. تحت قيادة أحمس الأول، توحد المصريون وتمكنوا من استعادة سيطرتهم على مصر. قاد أحمس الأول حملة عسكرية ناجحة ضد الهكسوس واستولى على عاصمتهم أفاريس بعد حصار دام ثلاث سنوات.
 
تعتبر معركة طرد الهكسوس من أحدث النصر العسكري للمصريين في تلك الحقبة التاريخية. بعد استعادة السيطرة على مصر، تم تنصيب أحمس الأول كملك على مصر، وأسس الأسرة الـ18 في الأسرة المصرية الحديثة. تمتعت هذه الأسرة بفترة من الاستقرار والازدهار، حيث تطورت الفنون والعمارة والتجارة في مصر.
 
معركة طرد الهكسوس بمثابة منعطف تاريخي هام في تاريخ مصر، حيث تم استعادة السيادة المصرية وتحرير البلاد من الغزو الهكسوسي. هذه المعركة أظهرت قدرة وإرادة المصريين على التصدي للغزو واستعادة استقلالهم وثقافتهم.

معركة الكرمة
 
وقعت معركة الكرمة (السودان) عام 1504 قبل الميلاد حيث قام الملك تحتمس الأول بالهجوم على الكرمة ليزيل الخطر المتنامي ويتمكن من الحصول بشكل مباشر على الذهب الذي رغب به، سار جيشه جنوبا حتى وصل إلى العاصمة كرمة ونشبت هناك معركة بين الجيش المصري ومملكة كرمة انتهت بانتصار الجيش المصري بقيادة تحتمس الأول حتى انه قام بإحراقها وأسر ملكها وقام بتعليق ملك  كرمة على مقدمة مركبه الملكية اثناء عودته إلى طيبة.

هذه المعارك الشهيرة وغيرها من الحروب في مصر القديمة تبرز إرثًا عسكريًا استثنائيًا، يعكس تفوق الجيش المصري وقدرته على المواجهة والانتصار في ظروف قاسية. إنها قصص تحمل في طياتها الشجاعة والتضحية والتفاني، وتجعلنا نفخر بتاريخنا العريق وبجيشنا الذي كان دائمًا رمزًا للشجاعة والعزم في مصر القديمة