الأديب الدكتور سامح الجباس يكتب: «دوامات شباب الكتاب».. الجزء الأول

في عام 2023، وجد الكثير من الكتاب الشباب أنفسهم أمام ظواهر من الاحتفاء (الحقيقى / والوهمى فى كثير من الحالات) بنوعيات معينة من الروايات لذلك سقط الكثير منهم فى دوامات متعددة منها:



- دوامة الروايات التاريخية التقليدية المستنسخة من أعمال قديمة.


- دوامة الروايات البوليسية السطحية التي تعتمد على (تقليد) أجواء الروايات الغربية دون التمييز بين اختلاف ظروف المجتمعات.


- دوامة روايات الرعب التي تسرق بوضوح وببجاحة من أفلام المنصات أو القيام (بإعادة تدوير) روايات الراحل د أحمد خالد توفيق.


وغيرها ممن سأتكلم عنها قريباً بالتفصيل...


لكن هناك مجموعة من (الموهوبين) ممن تحدوا هذه الدوامات وقدموا روايات مميزة ومختلفة وتستحق القراءة وأنا أحترم تجاربهم كثيراً، وقد اخترت منهم (دون الاهتمام بالضجة الدعائية الفارغة التي تجنبتهم / ودون الالتفات الى الأضواء التي لم تسلط عليهم بالقدر الذى يستحقون).


• نادر الشرقاوى / رواية إدريس هارلم / دار المحروسة للنشر:


منذ فترة كان هناك حوار بينى وبين أحد المنتمين الى دار المحروسة، وقد قلت له بصراحة إن معظم روايات الدار ( العربية وليست المترجمة ) مخيبة للأمال وبها الكثير من المشكلات، إلا أنها تقدم أحياناً روايات مميزة جداً مثل روايات الأساتذة فتحى إمبابى وشريف العصفورى، ثم أشرت إلى رواية "إدريس هارلم" التي كانت ساكنة أمامى على رف المكتبة تنتظر من يعرف قيمتها.


هذه واحدة من أهم وأجمل الروايات التي تحترم القارىء وتأخذه إلى عالم مغاير وجديد وباختصار أدعوكم لقرائتها فهذه رواية لا يمكن التعبير عنها بسطرين فقط.


• عمر عويس / رواية ملك الخنازير / دا المصرى للنشر:


هذه رواية مهمة ظلمها عنوان الرواية السىء وأنا قلت هذا فى تعليقى على صفحة الكاتب منذ شهور، ولا أعرف كيف لم تنصح دار النشر المؤلف بتغيير العنوان (ربما وجدوه جذاباً / وهذا خطأ دعائى كبير).


لكن الرواية من طراز الروايات التي أحبها وأحترمها وهى التي تبحث عن الشخصيات أو الأحداث التاريخية التي لم يكتب عنها أحد.


هذه رواية حجمها كبير لكنها ستجذب القارىء حتى الصفحة الأخيرة.


شكرا عمر عويس على هذه الرواية.


• أمجد الصبان / رواية الياقوت / دار العين للنشر:


لا تعرف الرواية العربية ( غالباً ) الكتابة عن ( التاريخ المغاير / أو التاريخ البديل ) أو ببساطة لا تعرف الإجابة عن سؤال: ماذا لو؟


ماذا لو فشلت 23 يوليو 1952 وأمسك الملك فاروق بزمام الأمور؟


الروائى أمجد الصبان فى رواية قصيرة / ساخرة / ماكرة / طريفة / جادة / وهازلة معاً.


يقدم فى نوفيلا قصيرة رواية من العيار الثقيل.


ثقب أسود صغير يمكن أن يبتلع أرفف من الروايات.


(الياقوت ) رواية لا أعرف لماذا لم تلقَ الاحتفاء الذى تستحقه؟ ولا أعرف من هو مؤلفها؟ ولا أين هو من دوامات جروبات القراءة التي تطرح ( بصراحة / على الأغلب ) روايات أسوأ من الرداءة نفسها.


هذه رواية يجب أن تٌقرأ...الآن ..


• نشأت يونس / رواية جدر بطاطا / دار كتوبيا للنشر:


انشغل الكثير ( جداً ) من الروائيين بالحديث عن القوات البريطانية فى مصر، لكن أحداً لم يهتم ( بتسجيل ) وقائع وأحداث وأحوال القوات الاسترالية التي كانت موجودة فى مصر كحلفاء للبريطانيين – أو كما تكشف الرواية – كخدم من الدرجة الثانية عند القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى.


• مجيب الرحمن مدحت / رواية وداعاً إرم / دار كيان للنشر:


فى رواية ( وداعاً إرم ) اختار الكاتب مجيب الرحمن أن يمد خيط التاريخ ليبدأ بأول خيط فى سلالة ( العرب ) كعرق مختلف .


وعبر فصول الرواية / الملحمية ينتقل بنا الكاتب الشاب عبر ( الزمان / والمكان ) ليبدأ لحظة الصراع فى مدينة ( إرم ) ويمد خيط الأحداث والشخصيات والحبكات المحترفة المتتالية حتى يجد القارىء نفسه عبر أكثر من 400 صفحة اسماعيل ثم العرب فى مصر.


• أحمد سعيد سالم / رواية الكومبيل الملكى / دار الرواق للنشر :


هذه رواية تاريخية تدور أحداثها مع هزيمة جيش عرابى وبداية الاحتلال الإنجليزى، وببراعة ملفتة قدم المؤلف ( شخصيات كثيرة ) ربما يتوه القارىء فيها أحياناً .


أعتقد أن قوة هذه الرواية تكمن فى تلك الشخصيات ( المصرية / الشعبية / البسيطة / من أهل البلد الحقيقيين )


والأهم : سائق الكومبيل الملكى وهى العربة الفاخرة التى لايركبها إلا الكبراء أو الأمراء وحتى أن اللورد كرومر كان من بين ركابها .


عبر سرد ممتع وفصول قصيرة ولغة فصحى بسيطة.


وابتعاد عن العامية المبتذلة ( على الرغم من أن الشخصيات كلها من أولاد البلد الفقراء والجهلة ).


• خالد عبد الجابر / سراب دجلة / دار العين للنشر:

ربما تلاشت الحرب العراقية الايرانية فى الثمانينيات من القرن العشرين من ذاكرة الكثير من المصريين على الرغم من أنها تركت ندوباً عميقة وألاماً ومصائب على الكثير من الأسر المصرية التي كان شبابها يعملون أو يعيشون فى العراق أثناء هذه الفترة العصيبة.


الكاتب الشاب خالد عبد الجابر ( مواليد الثمانينيات ) والذى لم يعش ولم يدرك هذه الفترة ( واقعياً ) قرر أن يخوض الصعب وأن يكتب عن هؤلاء المصرييين ومآسيهم ( المنسية ) فى العراق.


هذه رواية تسجل لحظات مأساوية فى الذاكرة المصرية.