Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أحمد صفوت يكتب: هاتف صديقي.. ومنزل اليتيمة بمليون جنيه

 كتب:  أحمد صفوت
 
أحمد صفوت يكتب: هاتف صديقي.. ومنزل اليتيمة بمليون جنيه
الكاتب الصحفي أحمد صفوت
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

رابع أيام عيد الفطر المبارك كنت على موعد مع أحد أصدقائي فى منزله بمنطقة الشيخ زايد، وأثناء تجهيزنا لوليمة الرنجة تلقي مكالمة على هاتفه المحمول، فلم يستطيع الرد، لأنه يمسك بالرنجة، ولكن المتصل كان مصرًا على إعادة الاتصال فاضطر أن يستقبل المكالمة ويتحدث من خلال مكبر الصوت..

كانت المتصلة إحدى معارفه وكان الحوار يدور حول المفاضلة ما بين اختيارها لموقع شقتها الجديدة ما بين مدينة العاشر من رمضان أو منطقة 15 مايو وكان صديقي متحمس جدا للعاشر، أما المتصلة فكانت مضطرة تضحي بموقع العاشر لإحدى صديقاتها لأنها تحتاج هذا الموقع..

فالحوار كانت ملفتًا جدًا ما بين المضحية بموقع شقتها والرافض لهذه التضحية.. فسألها صديقي وهل هناك من مواقع أخرى؟ فأجابته بأن هناك شقق بمدينة بدر أيضًا ولكن لم يتم الانتهاء من فرشها بعد..

فسألها عن موعد التسليم فأبلغته أن أغلب زملائها تسلموا فعليًا شققهم مفروشة بالكامل وهى أيضًا شقتها فى العاشر جاهزة وقد قامت بتصويرها فيديو ولكنها تتأنى إلى أن يأتي موقع صديقتها بعد شهر تقريبًا حتى تستقر على قرارها ما بين مايو والعاشر ...

وانتهت المكالمة على إصرار صديقي على موقفه وهى أيضًا لازالت فى حيرة ما بين الصداقة والموقع المتميز ...

هذه المكالمة التى استغرقت بضع دقائق قليلة أشعلت بداخلي حالة من الفضول لمعرفة من هذه المتصلة، وما هذا الترف والرفاهية التى تمتع بها ما بين العاشر وبدر ومايو والكثيرون يبحثون عن «خرم إبرة» يؤويهم من النوم فوق الأرصفة..

فكانت المفاجأة.. وهى المكالمة التى تحمل فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب .. فهذه الفتاة يتيمة الأب والأم ومنذ ولادتها وهى تعيش فى دار للايتام تبلغ من العمر 25 عامًا.. تعرفت على صديقى هى وزملائها من خلال أحد جولاته فى إحدي دور الأيتام وقد تبني مساعدتهم في إنهاء إجراءات خروجهم، ومع مرور الوقت أصبح على علاقة صداقة بأغلبهم بل وأصبح بمثابة والدًا لهم يستشرونه فى أغلب أمور حياتهم...

أما عن قصة الشقة السكنية، فهنا كانت المفاجأة وسبب كتابتى لهذا المقال وهو أن الدولة تقوم بتسليم شقة جديدة بأفضل التشطيبات داخل تجمعات سكنية والمعروفة باسم «كمبوند» على أن يكون داخل كل مجمع سكني مجموعة شقق متفرقة على عدة وحدات حتى لا يعلم جيرانهم بأنها وحدات للأيتام وكأنهم ملاك للشقق مثلهم مثل: باقى السكان، وفي عدة مواقع بالجمهورية وليس القاهرة الكبري فقط وقيمة الوحدة مليون جنيه مصري بخلاف فرشها بالكامل بأثاث وأجهزة جديدة، ليمتلكها اليتيم ذكر أو أنثى بعد خروجه من دار الأيتام بحد أدني لا يقل عمره عن 21 عامًا وليس له الحق فى استئجارها أو بيعها وإنما يتزوج بها ويورثها إلى الابن الاكبر ....

انتهت القصة التى لم يسمع بها أحد وأن سمع قد لا يصدقها ... هذه الكلمات أكتبها وأنا فى غاية السعادة والشعور بالفخر كوني أعيش فى هذه الدولة وللعلم أنا لست بحاجة إلى مغازلة الدولة والحكومة وأن حدث فهو أمر ليس بالمشين ولكن أتساءل .. أين الإعلام من هذه الأخبار الجميلة المطمئنة المبهجة الداعمة نفسيًا فى ظل مطحنة الحياة؟! ... قد لا أكون ضمن المستفيدين بهذا العرض القيم ولكن يكفينا الشعور بأننى أعيش فى وطن بهذا الرقي رغم كل التحديات الاقتصادية ...

فمن باب إفشاء السعادة على قلوب المصريين نشر مثل هذه الأحداث الحقيقية ... فعندما تعلم بأن أحد معارفك أو حتى لا تعرفه قد ربح فى مسابقة ما أو حصل على وظيفة بمجهوده أو استرد حقًا مسلوب منه أو انتصر فى قضية ضد ظالما له أو أنصفه القضاء المصري فى عجالة تشعر بالسعادة والاطمئنان بالعيش فى وطنك بل ونشعر بالفخر وقد يكون هذا الشعور من أعظم الدوافع التى تدفعنا للأمام وتجعلنا يدًا وحدة مع دولتنا لمحاربة الفساد ويكفينا الشعور بأن الدولة تشعر بالمواطن وتنصف اليتيم الذى ليس له غير الله وهو لم يختار أن يكون يتيمًا..

وبحكم الفضول الصحفي والتحري عن دقة المعلومات، فقد قمت بعد هذه المكالمة بالتواصل مع أحد الأصدقاء بوزارة التضامن وعلمت أن آلاف الشقق تم تسليمها فعليًا لمجموعة أيتام وقد علمت أيضًا بأن نشأتهم داخل هذه الدور يتمتعون بأفضل تربية وحسم شديد وتعليمهم حتي يحصل أغلبهم على مؤهلات عالية أو متوسطة أو مهنية حتي لا يخرجون إلى المجتمع إلا وهم صالحين للعيش به...

أتمنى من القنوات الفضائية وبرامج التوك شو أن يعيدوا النظر في اختيار موضوعاتهم وأن يصنعوا البهجة الحقيقية داخل مجتمعنا فهناك الكثير من الأمور المفرحة على أرض الواقع ... شكرا مصر .