سيدة تعيش بمفردها مع 100 مجرم في جزيرة وسط البحر

تعيش جوليا مانكا منفردة في فندق "ميلينا" مع 100 مدانين ذكور، رغبة منها في إعادة تأهيل السجناء على جزيرة بيانوسا المعروفة باسم ألكاتراز البحر التيراني، وللصدفة كانت هذه مستعمرة إيطالية عقابية، فيشاء القدر أن تتحول لفرصة لبداية جديدة للسجناء ومرتكبي الجرائم بشتى أنواعها، فما هي حكاية تلك السيدة ولماذا قبلت أن تعيش مع سجناء؟

حكاية جوليا

جاءت جوليا التي نشأت في توسكانا، إلى هذه الجزيرة منذ 12 عاما، لتقضي إجازة سعيدة لأيام في فندق يقع على شاطئ البحر، ويعمل به مدانون تحت المراقبة ويخضعون للإشراف، وهذا التأهيل تحت رعاية منظمة غير ربحية، حيث تهدف إلى مساعدة الأشخاص السجناء للعيش مرة أخرى في المجتمع.

وبعد مرور أسبوع من الإجازة، شعرت بأنها بحاجة للمكوث، حيث لا تريد مغادرة المكان، فقد أحبته وارتبطت به وشعرت خلاله بالأمان، ولذلك عندما قال لها المدير آنذاك أن المؤسسة تعاني ماليًا ومعرضة لخطر الإغلاق، فحزنت وخافت من خطر إعادة السجناء للسجن مرة أخرى وضياع فرصة بداية حياة جديدة لهم وتعلم وظيفة يمكن أن تساعدهم عند إطلاق سراحهم.

فعزمت الأمر على ألا يرجع المعتقلين إلى السجن مرة أخرى، وترك خلفهم مكانا جميلا بشواطئها ونباتاتها الخضراء المتفتحة، وقررت جوليا، البقاء وتولي منصب مدير الفندق، فعملت في البداية مجانًا، حيث استخدمت مهاراتها الإدارية وفي خلال بضع سنوات، تمكنت جوليا من تغيير الأمور بشكل كبير، وأصبح الفندق مكانًا مشهورا لإقامة حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، فدائما ملئ بالضيوف والزوار.

الفندق يحتوي على 11 غرفة مع أثاث من الخشب وإطلالة على البحر، مع وجود مطعم وحانة، وفناء كبير ليقدم للنزلاء المشروبات المسائية للضيوف، وتعيش جوليا مع شخص آخر، حيث يسكنان بشكل دائم على الجزيرة، وتعمل إلى جانب حارس السجن، مع 100 مدانين ذكور، فيعملون طهاة، وبستانيين، ونوادل، ومنظفين للشواطئ في الفندق.

وصفها الناس وأصدقائها بسبب المخاطر التي ربما تتعرض لها لكونها المرأة الوحيدة إلى جانب مجموعة من المجرمين، ولكنها تشعر بالأمان معهم، رغم أنها لاحظت أن العديد من السجناء قد أدينوا بأكثر من مجرد سرقة الزهور.

أقرأ أيضا .. ئيس وزراء اليونان: خطأ بشري تسبب في اصطدام قطارين